تكريم أنور البني في نيويورك
بقلم: عصام خوري
المعهد التشيكي السلوفاكي للدراسات المشرقية & مركز التنمية البيئية والاجتماعية
الأدبيات السياسية تظهر “فن الممكن” على أنه حالة براغماتية، بعيدة عن الفكر المثالي[1]، ولكن هذا الفن إن التصق مع معايير الحقوق الدستورية للأمم العظيمة فسيخدم فكرة أساسية وهي العدالة الدستورية.
ف”فن الممكن” يفترض إنشاء أهداف قابلة للتحقيق وتنفيذها في العالم الحقيقي[2]، وهو ما أقدم عليه المحامي أنور البني، الذي تمسك بالحقوق الدستورية لعدد من الدول الأوروبية، التي خولته مع فريقه من المحامين المتطوعين ملاحقة مجرمي الحرب السوريين في المحاكم الأوروبية، حيث نجح بالإمساك بعدد من عناصر الأمن السوريين الذين عذبوا المعتقلين في السجون السورية بدون أي رحمة.
هذا الأمر جعله واحد من أهم ١٠٠ شخصية في العام ٢٠٢٣، وفق تصنيفات مجلة The time[3]، وهو ما دفع نشطاء سوريين أميركيين لتنظيم حفل تكريمي له في مدينة نيويورك يوم الأربعاء ٢٦ ابريل/ نيسان ٢٠٢٣، حيث أقيم هذا الحفل في منزل رجل الأعمال أسعد جبارة، وقدم مدير منظمة “سوريا طريق الحرية” د.هشام نشواتي هدية رمزية للمحامي البني، كما قدم الباحث في المعهد التشيكي السلوفاكي للدراسات المشرقية عصام خوري، هدية تكريمية أخرى باسم اللقاء التشاوري السوري الأميركي[4].
وقد حضر اللقاء التكريمي شخصيات أكاديمية من جامعات كولومبيا، وبرينستون، وجامعة مدينة نيويورك للصحافة والدراسات العليا، بالإضافة لخبراء قانونيين، واقتصاديين، واستراتيجيين في مجال العلاقات العامة، واعلاميين، بالإضافة لشخصيات حكومية أميركية رفيعة المستوى، بالإضافة لضيوف أوروبيين.
كما حضر الحفل عبر برنامج Zoom شخصيات سورية، وأوروبية، وفلسطينية، ومصرية، وأميركية من ولايات أخرى، وأدار هذا الحوار الإعلامي والسياسي أيمن عبد النور.
مما أعطى حالة تعاضد اجتماعية وشعبية، تبرز وبشكل واضح أن الشعوب، وقسم كبير من القيادات الفكرية متمسكة بفكرة معاقبة المجرمين، خاصة إن كانوا جزء من منظومات ديكتاتورية مثل النظام السوري الذي استخدم أدوات التعذيب النازية في قمع شعبه المطالب بالحرية والعدالة.
وقد تزامن هذا الحدث، مع مساعي بعض الحكومات للتطبيع مع النظام السوري، مستندين لنظرية “فن الممكن” التي ترى حكومة الأسد كأحد الأطراف في الحرب الأهلية التي يستطيعون التفاوض معه، متجاهلين تماما حجم الانتهاكات التي اقترفها هذا النظام الدموي تجاه شعبه وتجاه البشرية.
لذا جاء هذا اللقاء التكريمي، كرسالة واضحة من دعاة حقوق الإنسان حول العالم، لضرورة التعاضد المجتمعي لحماية قيم حقوق الإنسان، ومنع الدكتاتوريات من التوغل في الحياة السياسية للدول بحجة “فن الممكن”.
وفي نهاية اللقاء تم توقيع نسخ من كتاب Assad and Me على الحضور، مع توضيح أن هذا الكتاب شهادة حقيقية عن وواقع الجرائم المرتكبة على المدنيين داخل السجون السرية السورية، كما يحمل تفاصيل دقيقة عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الدولة السورية قبل الثورة السورية عام ٢٠١١، وما بعدها.
[1] The “art of the possible” is the idea that politics is a matter of pragmatism, instead of idealism.
Time (November 18, 2022): “‘We’ve had lots of empathy; we’ve had lots of sympathy, but we feel that for too long our leaders have viewed politics as the art of the possible,’ the future Hillary Clinton said in a flat, Midwestern accent. ‘And the challenge now is to practice politics as the art of making what appears to be impossible possible.’”
[2] politics is a matter of creating achievable goals and implementing them in the real world.
[3] The 100 Most Influential People of 2022 (Mazen Darwish and Anwar Al Bunni): https://time.com/collection/100-most-influential-people-2022/6177855/anwar-al-bunni-mazen-darwish/
[4] the meetings of the Syrian American consultative: https://www.cesdworld.org/2022/12/15/summary-of-the-meetings-of-the-syrian-american-consultative-meeting/