حزب الله ونظامه الداخلي
بقلم: عصام خوري
11/06/2010
عقب اغتيال الأمين العام للحزب السيد عباس الموسوي تم اعتماد قيادة عليا للحزب تتمثل بما يدعى “مجلس الشورى”، ومجلس الشورى يشتق اسمه من الآية القرآنية «وأمرهم شورى بينهم»، وهو يتألف من 7 أعضاء يتولى كل منهم ملفا خاصا، ويدير قطاعا من قطاعات الحزب. ويتخذ أعضاء الشورى القرارات الكبرى في الحزب بدءا من انتخاب الأمين العام حتى القرارات السياسية والثقافية المنيطة بجمهور الحزب، ودائما تأتي القرارات داخل المجلس وفق رأي وتصويب الغالبية.
الهيكل التنظيمي للحزب:
الامين العام للحزب: وينتخب انتخابا من قبل أعضاء مجلس الشورى السبع.
الرتبة الاعلى “مجلس الشورى”: ينتخب أعضاء مجلس الشورى انتخابا وذلك عبر مؤتمر الحزب الأهم وهو “المؤتمر العام” وفيه تصوت قيادات المناطق والمؤسسات الحزبية على الشخصيات التي ستمثلها في مجلس الشورى. وينبثق عن مجلس الشورى أربعة مؤسسات رئيسية:
1-المجلس السياسي: ويرأسه النائب السابق الشيخ إبراهيم أمين السيد، وهو يتولى العلاقات السياسية مع الأطراف اللبنانية، بالإضافة إلى العلاقات الإعلامية التي أصبحت منذ عدة سنوات تابعة للمجلس السياسي، بعد أن كانت جسما مركزيا مستقلا.
2 ـ المجلس التنفيذي: ويصفه المراقبون بأنه «حكومة حزب الله» وهو يتولى متابعة التفاصيل اليومية في العمل الحزبي والإجراءات التنظيمية، وكل عمل له طابع العمل اليومي. ويرأس المجلس الشيخ هاشم صفي الدين، وهو أحد أقارب السيد نصر الله ويشبهه بالشكل أيضا.
3 ـ مجلس القضاء: وهو يتولى فض المنازعات الحزبية والفصل في القضايا التنظيمية. ويرأسه الشيخ محمد يزبك (ثاني من يحمل وكالة شرعية من الإمام خامنئي بعد السيد نصر الله).
4 ـ المقاومة: ويتولى قيادتها المباشرة الأمين العام للحزب يعاونه أحد أعضاء المجلس، لا يتم الإفصاح عن اسمه لأسباب أمنية. علما أن قطاع المقاومة منفصل كليا عن القطاعات الأخرى في الحزب، ويتمتع بما يسمى في أوساط الحزب بـ«الغموض الاستراتيجي»، فالسياسيين في الحزب لا يعلمون أي شيء يتعلق باستراتيجيات المقاومة وسلاحها. مجلس الشورى هو القيادة العليا في «حزب الله» ويرأسه أمين عام منتخب لولاية مدتها 3 سنوات، أصبحت قابلة للتجديد بعد تعديل النظام الداخلي للحزب. ويتولى الشيخ حسن نصر الله هذا المنصب منذ فبراير (شباط) 1992 ويتشكل مجلس الشورى الحالي من:
1- الأمين العام: حسن نصر الله.
2- نائب الأمين العام “الشيخ نعيم قاسم”: ويحق له التصريح نيابه عن الشيخ حسن نصر الله، وأن ينوب مكانه في حال حدث أي طارئ سياسي أو امني بحقه، وفي حال وفاة الأمين العام، يخول بمهامه لحين عقد اجتماع شورى عاجل ينتخب فيه شخصية جديدة لتكون بمكان الأمين العام للحزب.
3- المعاون السياسي للأمين العام ” الشيخ حسين خليل”: ويقدم الخليل استشارات للامين العام للحزب، ويكلف من قبل الامين العام للتصريح الصحفي في حال توجب خروجه كبديل عن الشيخ نعيم قاسم.
4- الشيخ إبراهيم أمين السيد: وتنحصر مهمته في تنسيق العلاقات السياسية مع الاحزاب اللبنانية الاخرى، بالاضافة إلى انه على قدرة عالية في تنسيق العلاقات الخارجية مع جهات خارجية “تبادل الاسرى، صفقات سياسية، تنسيقات اقليمية”.
5- الشيخ هاشم صفي الدين: ويمتاز هذا الشيخ بانه من اكثر الشخصيات الحزبية تواضعا وقربا للجمهور، حيث كان وخلال حرب تموز الاخيرة غير متخفي، وكان يزور الاسر وعائلات القتلى ليشد من أزرهم، وتعد هذه الشخصية بأنها أكثر الشخصيات نشاطا ميدانيا، وهي تبتعد عن الاعلام بشكل كبير، وتتجنب النقاش حول الاوضاع الخارجية.
6- الشيخ محمد يزبك: وهو من أهم المراجع الشيعية فقها، لذا اعتمد كمصدر تشريعي وفقهي في قرارات المجلس، التي يتوقع القيميون على المجلس أن الله يؤازرهم في كل شاردة أو واردة منها.
7-الشيخ جواد نورالدين: ولا يوجد له منصب محدد لكنه يكلف بمهمات واستشارات معينة متى استدعت الضرورة، ويتوقع أن يكون المعاون الاول للامين العام للحزب في مجال تنسيق عمل المقاومة، فخلال حرب تموز اعتكف الامين العام في غرف العمليات العسكرية تحت الارض، وكان الشيخ نور الدين منسقا للاتصالات بين القيادة العسكرية والقيادة السياسية.
القيادة العسكرية للحزب:
لا احد يعرف اسم أو عمل أو توجهات القائد العسكري الاعلى لحزب الله، فبعد مقتل الحاج عماد مغنية “الفلسطيني الجنسية” سمي القائد سلفه باسم القائد “إكس”، ويرتبط هذا القائد إيا كان اسمه بشبكة تنسيق أمنية تابعة مباشرة للامين العام للحزب، وترتبط هذه الشبكة بشبكة القسم الخارجي من الحرس الثوري الايراني.
واحيانا كثيرة وخلال الازمات تتجنب هذه الشبكة اللبنانية الحركة داخل المناطق اللبنانية، وتنسق مع بعض الملحقين العسكريين في السفارة الإيرانية لتوصيل الوضع بين القسم العسكري والقسم السياسي كما حدث خلال حرب تموز الأخيرة.
الجديد اليوم أن هذه الشبكة لها أنصار ومؤيدين مخلصين لها من عناصر الجبهة الشعبية وحماس في لبنان، وأحيانا تستخدمهم الشبكة لتسهيل بعض من مهامها. وكانت هذه العناصر الفلسطينية قد تلقت تدريبات عسكرية وأمنية على أعلى مستوى في الأراضي الإيرانية.
الخلافات داخل مجلس الشورى:
لم يعرف الرأي العام اللبناني أي خلاف معلن ضمن مجلس الشورى لحزب الله، ولكن بعض الجهات المستفيدة كانت تزاود على تعابير بعض الشخصيات من هذا المجلس، حيث بينت مؤخرا عن إشاعة مفادها أن السيد حسن نصر الله على غياب توافق تام مع الشيخ نعيم قاسم، وأنه توجد مساعي لتعيين نائب آخر غيره. ولكن هذا الأمر كما يبدو هو أمر مرفوض وكاذب لأن أي تغيير في المجلس يتوجب أن يتم عبر عقد مؤتمر عام للحزب، وهذا المؤتمر لم يقر موعده بعد. وكان المؤتمر السابق العام الماضي لم يحمل أي تغيرات على أعضائه نتيجة قناعة القيادات الشعبية “مناطق، شعب، خلايا” بمدى نجاح سياسة مجلس الشورى خلال حرب تموز وما أعقبها من حملات إعادة إعمار.
الحاج مصطفى بدر الدين: وهو أحد القيادات العسكرية في الحزب، وكان صهر الحاج عماد مغنية وربما أحد أهم كاتمي أسرار مغنية، نفذ مع مغنية العديد من العمليات السرية واعتقلته الأجهزة الأمنية الكويتية في الثمانينات، وأطلق سراحه خلال الغزو العراقي على الكويت، مقرب من القيادة العسكرية لحزب الله، وقد يكون هو الشخصية “إكس”، ويتوقع أن يكون الحاج بدر الدين المتهم الأول في القرار الظني للمحكمة الدولية حسب عرض القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، التي وصفته بأنه شخصية تتخفى تحت اسم مستعار هو الياس صعب.
هذه الشخصية كونها شخصية عسكرية ولا تحمل مستوى تعليمي ديني رفيع، هي مخصصة للعمل الميداني العسكري فقط، وعلاقتها ستكون محصورة بالأمين العام للحزب أو بالقائد “أكس” إن لم تكن هي هذه الشخصية.
وطبعا مجرد اتهام هذه الشخصية ضمن القرار الظني، فإنه سيضعفها ميدانيا وسياسيا، وسيمنعها من الحصول مراتب عليا، وربما يكون القرار الظني محاولة لاضعاف قدرة حزب الله عسكريا عبر اتهام شخصيات عسكرية هامة ومؤثرة فيه.
المادة باللغة الانكليزية: Hezbollah and its Internal System