رواية دفتر الرئيس
تعالج رواية «دفتر الرئيس» للكاتب سمير الزبن قضايا تاريخ سورية الحديث مركزة على سنوات الاحتجاجات الأخيرة، لكنها ترويها من موقع الجلاد، موقع الرئاسة السورية تحديدا. صحيح أن الرواية تبدأ بتنبيه أن شخصيات الرواية من صنع الخيال وأن أي تشابه بينهم وبين شخصيات في الواقع هو مجرد مصادفة، ورغم أن الرواية وبشكل متعمد لا تسمي أي من شخصياتها حتى الرجل الأول في البلد، إنما تصفهم من خلال مهامهم، مما يجعل المرء يتعرف بسهولة على هذه الشخصيات في الواقع التاريخي السوري، خاصة وأن الرواية تحاول الإلمام بحدث ما زال مستمرا في سورية.
تبدأ الرواية بـ«تمهيد» يتحدث عن حدث يقع في المستقبل، تحديدا في ربيع العام 2022 في المغرب، حيث يكتب الشخص الذي وجد دفتر الرئيس عن ملابسات حصوله على «دفتر الرئيس» في شقة من شقق منطقة المزة في مدينة دمشق، بعد هروب الرئيس من دمشق إلى اللاذقية، بعد تراجع الدعم الإيراني بسبب احتجاجات واسعة شهدتها إيران احتجاجا على تردي الأوضاع هناك، واحتجاجات شهدتها روسيا تؤدي إلى استقالة الرئيس الروسي، ويقرر الرئيس الجديد سحب القوات الروسية من سورية. في اللاذقية التي يهرب إليها الرئيس، تتخلص الطائفة منه ومن بعض الشخصيات المحيطة به لأنهم تحولوا إلى تهديد أكبر بعد هربهم إلى اللاذقية، وتصدر الطائفة بيانا من أجل المصالحة الوطنية، في ذلك التاريخ تكون سورية قد دخلت في حالة من الفوضى العارمة.
يحاول من وجد «دفتر الرئيس» نشر الدفتر عبر دار نشر دون الإعلان عن نفسه، حتى لا يُسأل عن الدفتر أو عن المال الذي وجده في الحقيبة ذاتها. وهو المال الذي افتتح به مشروعا في المغرب حصل بموجبه على إقامة هناك.
القسم الثاني والذي يحمل عنوان «دفتر الرئيس» يتحدث الرئيس بنفسه عن تجربته في موقع الرئاسة، هذا الموقع الذي لم يسعى إليه، لكن القدر هو الذي اختاره له، يتحدث عن تجربته والتحديات التي واجهته منذ وصوله إلى السلطة وريثا لأبيه، الذي مهد له كل شيء من أجل أن يصل إلى هنا، مع أن هذا الأب لم يكن يثق بقدرات الولد صاحب الإمكانيات المتواضعة على إدارة الموقع الأول في البلد. لكن يعتبر نفسه تفوق على أبيه في التصدي للتحديات الأكبر التي واجهته، والتي انتصر فيها على مؤامرة كونية، لم يكن أحد غيره ليقف بوجهها. ما يجعله في نهاية الرواية بعد أن يوافق على التدخل الروسي في الشروط المذلة في نهاية 2016 يعتبر أن التاريخ سيذكر فترة حكمه «بوصفها الانعطافة الأهم في تاريخ سورية، والتي لم تشكل انعطافة في تاريخ سورية والمنطقة فحسب، بل انعطافة في تاريخ العالم أيضا.»
أنها رواية عن المجرمين بوصفهم بشر، يرتكبون ما يرتكبون من جرائم بوصفهم كذلك، حتى الرجل الأول في سورية يبدو كأنه ترس في ماكينة قتل صممها رجل ميت وبقيت تأتمر بأمر الميت الذي استمر يحكم البلد من قبره. وهذا ما يجعل الاستشهاد الذي تنقله الرواية عن حنا أرندت «إنّ أعظم الشرور في العالم يرتكبها أشخاص نكرات» حقيقة واقعة في الواقع السوري الحالي.
بامكانكم تحميل الرواية كاملة عبر الرابط التالي على شكل صفحات PDF
رواية-ـ-دفتر-الرئيس
سمير الزبن: كاتب ومحامي فلسطيني ـ سوري، ولد عام 1964 في مدينة دمشق. ودرس الحقوق في جامعة دمشق، وعمل طويلا في الصحافة الفلسطيتية والسورية ومن ابرز مؤلفاته:
ـ «القدس معضلة السلام» (مشترك) ـ صادر عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية ـ أبو ظبي.
ـ «النظام العربي ـ ماضيه، حاضر، مستقبله» ـ صادر عن مركز الإمارات للدراسات الإستراتيجية ـ أبو ظبي.
ـ «أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان» مركز شمل للدراسات ـ رام الله
ـ «تحولات التجربة الفلسطينية ـ المشكلات البنيوية للنظام السياسي» ـ صادر عن مركز دراسات الغد العربي ـ دمشق.
ـ «واقع الفلسطينيين في سوريا» مركز الأبحاث ـ منظمة التحرير الفلسطينية.
ـ رواية «قبر بلا جثة» عن دار كنعان في دمشق 2010
ـ محمود درويش يكسر إطار الصورة ويذهب ـ مراثي ـ تحرير سمير الزبن ـ صدر عن دار كنعان للنشر 2013.