عبد الله التركماني لـ”مدار اليوم”
أكد الدكتور عبد الله التركماني الاستشاري والباحث في الشؤون الاستراتيجية، في لقاع مصور مع “مدار اليوم”، أن تدويل القضية السورية كان ضرورة، بسبب ضعف القوة الذاتية في الثورة السورية، لكنه ليس التدويل الذي حدث، انما تدويل أخر لحماية حقوق الانسان والدفاع عن المدنيين.
وأوضح التركماني، أنه كان المطلوب من التدويل أن تفعل قرارات الأمم المتحدة في مجال حقوق الانسان، وفي مجال حقوق المدنيين وحق الدفاع عنهم، لكن للأسف مثل هذا التدويل لم يحصل.
وأضاف، “كنا نناشد العالم كله، أن شعبنا يقصف بالبراميل متفجرة، والسلاح كيماوي، ونطالب بتدخل العالم من أجل الدفاع عن المدنيين، حسب قرار الأمم المتحدة سنة 2005”.
ورأى تركماني أن ما حدث هو تدويل من نوع أخر، انطلق من أن سوريا ف وفي موقعها الجيواستراتيجي هي ساحة للتنافس بين القوى الدولية والإقليمية.
وشدد الباحث السوري، على أن اسعادة القرار الوطني ممكن حتى الآن، على الرغم من إقراره بصعوبته، ولكنه ليس مستحيلاً، وأضاف :أن تأتي متأخر خير من أن لا تأتي، نستطييع أن نفعل اليوم ما كان علينا أن نفعله منذ بدايات الثورة ولم نفعله للأسف”.
وأكد التركماني أنه على المعارضة اليوم، “تفعيل الجاليات السورية في كل مكان، والاستفادة من الكفاءات السورية العلمية والاقتصادية والثقافية، وترتيب الموارد السورية، من أجل استعادة الاستقلالية في القرار الوطني وإن كانت نسبية ليكون هامش الوطنية واسع، حيث لا يوجد في العالم اليوم استقلالية مطلقة، لأننا نعيش في عالم متشابك المصالح لا يمكن أن ننعزل عن هذا العالم.
وقال التركماني، أن الصراع في سوريا تحول إلى صراع على سوريا، وليس كما بدأت الثورة حين كان أساس الصراع في سوريا من أجل الحرية والكرامة، والإنتقال من الاستبداد الى الديمقراطية. وأصبح هناك صراع على الصعيد الاقليمي بين السعودية وحلفائها وايران وحلفائها، بالإضافة إلى التنافس الدولي بين موسكو وواشنطن.
وفي هذا السياق، رأى التركماني أنه بالرغم من الوفاق الشكلي الذي نلحظه بين واشنطن وموسكو حول الملف السوري، ولكنه ينطوي على صراع وتنافس بين الطرفين.
وأوضح، “لا اعتقد أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من المنطقة، ثمة فرق بين أن الادارة الأمريكية تعيد تموضع نفسها في المنطقة الشرق الأوسط، والانسحاب”، مؤكدً أن الولايات المتحدة كقوة عظمى لا يمكن ان تنسحب من المنطقة، على الرغم من تنامي الاهتمام الأمريكي بشرق أسيا.
وبالنتيجة ليس صحيحاً أن الولايات المتحدة سلمت الملف السوري إلى روسيا، إنما مازال التنافس قويا بين المحورين، وأبرز تجلياته في دعم واشنطن للقوى الكردية وقطع الطريق على الروس بالدخول إلى هذا الخط. حسب تركماني.
وعلى الصعيد الإقليمي، تسعى الادارة الأمريكية بعد الاتفاق النووي لإحداث تبديل في النظام الايراني من الداخل، لتكون حليفاً رئيسياً لهم في المنطقة مستقبلاً، دون أن تتخلى عن حلفائها الاستاتيجيين تركيا السعودية، وهنا أيضاً تحتدم المنافسة مع الروس الذين يخافون من تعزيز ايران موقعها في سوريا، ثم ابرام اتفاقيات مع واشنطن.
المصدر: مدار اليوم