كتاب "الثورات العربية"
يقدم هذا الكتاب سعيا جادا لفهم الدلالات العميقة لإنتفاضات الشعوب العربية في بداية هذا العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
وبالنسبة لرولان ميرك، محرر هذا الكتاب ومؤلف مقدمته، والذي كان شاهد عيان لأحداث الثورتيْن، التونسية والمصرية: “لم تكن هذه الثورات مجرد حركة تمرّد على الإستبداد والدكتاتورية في بلدانها، بل كانت كذلك ثورة على الأفكار المُسبقة التي حملها الغرب طويلا على الثقافة العربية وعلى الدين الإسلامي”.
يقول رولان عن رأيه بالكتاب وبالثورات العربية التالي:
“من الشعارات الأساسية للربيع العربي، الإنفتاح على مجموعة قيم مثل “الكرامة” و”العدالة” و”المساواة”، وهي نفسها القيم التي نادى بها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي حالتنا هذه، ترجمنا قيمة الكرامة من خلال تحقيق التوازن في العلاقة بين الشرق والغرب، من خلال التمسك بمبادئ المساواة والإحترام والإنفتاح والتفاهم، والحوار إجمالا. وسوف تظل أهمّ صورة يجب فهمها وتفكيك ألغازها، صورة الشاب البوعزيزي وهو يحترق.
وأوّل رسالة يمكن قراءتها من خلال تلك الصورة، “دعوني أثبت لكم مَـن أنا وامنحوني فرصة العيش بكرامة، قبل أن تخنقوا انفاسي بأفكاركم المسبقة ومصالحكم الخاصة”، وهي رسالة مضادة تماما لما كان يرّوج له إبن لادن وأنصاره، سواء من خلال الدور الذي اختار لعبه في الواقع او من خلال الصورة التي روّجها الغرب عنه في علاقة بنموذجه وبمصالحه.
ولقد عانت الشعوب العربية في السنوات الأخيرة من هذه الصورة التي ألصقت بهم، ونظر إليهم من خلالها. الغرض الرئيسي من خلال هذا النص، هو إطلاق حوار بين النخب الناطقة بالألمانية والنخب العربية بعد عقود من المونولوغ الغربي حول الشرق، ومن أبرز ملامحه، تجنب الدخول في حوار مباشر مع المفكرين والأدباء العرب، اكثر الناس معرفة بواقعهم وتشابكاته.”