تسونامي حقيقي أو وهمي
بقلم: عصام خوري //خاص كلنا شركاء//
تصدرت عناوين الأنباء والأشرطة الإخبارية في المحطات الفضائية الخبر الذي نقل عن الدراسة التي نشرتها مجلة ايتشر جيوساينس (علوم الارض) يوم 9/3/2008 التي تحدثت عن زلزالا نجم عنه تسونامي حصل بالقرب من جزيرة رودس اليونانية عام 1303، ومن المرجح أن يتكرر هذا الزلزال مسببا ظاهرة تسونامي جديدة في منطقة شرق المتوسط “مقابل السواحل السورية اللبنانية” كل 800 سنة حسب رأي البروفسور بيث شو من جامعة كمبريدج البريطانية ومجموعة الباحثين العاملين في فريقه. وقد سبب هذا الخبر هلعا عند أهالي الساحل السوري المعروف بالكثافة السكانية المتمركزة على السواحل في مدن //اللاذقية، جبلة، بانياس، طرطوس//، خاصة وأن محافظ اللاذقية قد وجهه القطاع التربوي في اللاذقية لتهيئة الطلبة في المدارس على التكيف مع الهروب من الحصص الدراسية في حال حصل زلزال، وذلك بعد حدوث زلزال الحسكة قبل عدة أسابيع.
ويرى الباحثون في فريق البروفسير بيث أن: “عدم تسجيل سوى زلزال مصحوب بتسونامي مرة واحدة في 1303 خلال 1650 سنة ينبغي أن يلفت انتباهنا إلى الخطر القائم لتشكل تسونامي في شرق المتوسط”. ويؤكدون ان تكرار حدوث زلزال مثل الذي حدث سنة 365 “قد تكون له نتائج مدمرة على المناطق الساحلية في المتوسط”.
في حين صرح استشاري مركز التنمية البيئية والاجتماعية في الشؤون السكانية والجيولوجية د.أندرية عوض من جامعة اريزونا في الولايات المتحدة الأميركية، أن: “إلزام فرضية البروفيسور شو هو أمر غير مسلم، ويحتمل مفهوم الارتياب في التحليل فالصدع الهلليني الذي يحاذي السواحل الشرق أوسطية ما يزال واحد من أكثر الصدوع تماسكا على سطح القشرة الأرضية، رغم وجود حركات أرضية بين الفينة والأخرى، وفكرة تكرار الحدث الزلزالي كل فترة تقارب 800عام هو أمر غير دقيق، فظروف المتغيرات المناخية المتنامية مع كل عام فرضت قناعة لدي بعدم إمكانية الزام إي فرضية في مكان في العالم، إلا أن ظاهرة الاحتباس الحراري أدت تزايد في حرارة الأرض العامة مما أدى لذوبان جبال جليدية وارتفاع في مستوى البحار، مما أدى لثقالة متنامية على عدة فوالق في الكرة الأرضية وخاصة تلك القريبة من السواحل المحيطية، مسببة اضطرابات فالقية مؤدية لكارثة تسونامي التي شهدتها السواحل الجنوب آسيوية. من هنا لا أرجح فرضية اختيار منطقة الشرق الأوسط لهكذا حدث، فالبحر المتوسط هو بمثابة بحيرة كبيرة تابعة لمحيط اكبر”.