كيف تؤثر الأزمة المالية في الاقتصاد الحقيقي؟
جون ريد
“فايننشال تايمز”
ترجمة نسرين ناضر: النهار 26/10/2008
في تغيير حاد لاستراتيجيته، يبيع الملياردير الأميركي، كيرك كيركوريان، حصته في “فورد موتورز” لأنه يرى قيمة أكبر في الأوراق المالية التي يملكها في صناعة القمار.
تشكّل هذه الخطوة ضربة جديدة لفورد، الشركة الأكثر مديونية بين صانعي السيارات الثلاثة الذين يتكبدون خسائر في ديترويت، والتي استبدلت كبير المسؤولين الماليين لديها وشهدت الشهر الجاري استقالة اثنين من أعضاء مجلس إدارتها الأكثر خبرة.
وقد أعلنت شركة كيركوريان الاستثمارية، “تراسيندا كوربوريشن” في بيان يوم الثلثاء أنها باعت يوم الاثنين 7.3 ملايين سهم تملكها في فورد بمتوسط سعر بلغ 2.43 دولارين للسهم الواحد، وأنها تنوي خفض حصتها أكثر فأكثر، وقد تصل إلى بيع كل أسهمها المتبقية.
وأعلنت شركة “تراسيندا” أنها لا تزال تملك 133.5 مليون سهم في فورد أي 6.06 في المئة من الأسهم المتداولة لصانع السيارات المتعثر.
وقد بلغ سعر سهم فورد 2.24 دولارين صباح الثلثاء، مسجّلاً انخفاضاً بنسبة 3.9 في المئة. وخسرت الأسهم نحو 67 في المئة من قيمتها منذ مطلع السنة.
وأعلنت شركة “تراسيندا” أنها لمست “قيمة فريدة في صناعات القمار والاستشفاء والنفط والغاز، ولذلك قررت إعادة تخصيص مواردها والتركيز على تلك الصناعات”. يشار إلى أن شركة كيركوريان هي المساهمة الأساسية في مشغّل الكازينوات، “إم جي إم غراند”.
وكان كيركوريان قرّر رفع حصته في فورد في نيسان الماضي في أعقاب النتائج المالية المشجّعة التي حققها صانع السيارات الثاني في ديترويت في الربع الأول من العام الجاري. وقال آنذاك إن إدارة فورد “بدأت تحقق نتائج مهمة جداً في جهودها الهادفة إلى تغيير أوضاعها”.
لكن منذ ذلك الوقت، أدّى ابتعاد الأميركيين السريع عن السيارات الكبيرة مثل شاحنات “إف-سيريز” من فورد إلى جانب التباطؤ الاقتصادي العالمي، إلى تهديد خطة إعادة الهيكلة الممتدة على سنتين التي وضعها الرئيس التنفيذي آلان مولالي.
وفي وقت سابق هذا الشهر، استبدلت فورد دون لوكلير بلويس بوث في منصب كبير المسؤولين الماليين. واستقال اثنان من أعضاء مجلس إدارتها الأكثر خبرة، جورما أوليلا والسير جون بوند، معلّلَين قرارهما بارتباطهما بالتزامات أخرى.
بينما تحاول فورد تصحيح الأوضاع في الشركة الأساسية لتصنيع السيارات في الولايات المتحدة والتي تتكبّد خسائر، تسعى جاهدة أيضاً للحصول على قيمة من أصولها في الخارج. وهي في طور الاستغناء عن ربع موظفيها في شركة “فولفو”، الماركة السويدية العالية الجودة التي تتكبد خسائر أيضاً، وتحاول بيع حصتها في شركة “مازدا” اليابانية البالغة 33 في المئة.
يُعتبَر كيركوريان البالغ من العمر 91 عاماً المستثمر الناشط الأكثر تأثيراً بالنسبة إلى صانعي السيارات في ديترويت. فقد استحوذ على حصة عشرة في المئة في “جنرال موتورز”، ثم باعها في أواخر 2006 عندما فشل في الدفع في اتجاه تحقيق تغييرات استراتيجية لدى صانع السيارات المحلي الأكبر في أميركا، على غرار اقتراحه التحالف مع “رينو” و”نيسان”. كما قاد محاولة فاشلة لشراء كرايسلر في التسعينات.
أما في فورد، فكان كيركوريان أقل حضوراً. وقد نُقِل عن ممثله، جيروم يورك، قوله إن كيركوريان يعتبر أنه ينبغي على فورد بيع شركة فولفو، لكنه كان يتفادى الإدلاء بتصاريح علنية عن استراتيجيا مولالي.