جبل
بقلم: جوان فرسو
كانَ الصَّباحُ جاثياً على رُكْبَتَيهِ
حينَ امتَطى الجَبَلَ..
فارسٌ مِنَ الوهلةِ اللاّ أَخيرةِ..
يَتَجَرَّعُ رائحةَ التُّرابِ..
بِبَرَارٍ تَوَسَّدَها،
وَفَضاءِ اللاّ تَناهي
في الْتحافِ نَسَماتِهِ المُنْعِشةِ..
على الجَبَلِ ذَاكَ..
قالَ لَنا الفارِسُ أَسْرارَهُ:
عِشْقي حِمْلٌ مِنْ ثِقْلٍ،
ودَمي أَزْرَقٌ مِنْهُ رائِحةُ العَصافيرِ..
وشَفَتايَ صَوْتُ البَراري،
مُوغِلاً سَرْمَديَّةَ الأَبَدِ
في اللاّ زَمَنِ..
واللاّزَوَرْدِ..
وَطَني.. جُذُورٌ طَمَرَتْها الحِجارَةُ
وساعِدي.. ما كادَ يَحْمِلُني
إليَّ..
سِوى أنَّني أَراني
مِنْ فُوَّهَةِ بُنْدُقيَّةٍ..
على الجَبَلِ ذاك..
كانَ قانُونُ زارا
والحرّيّةُ..
والحياةُ كانَتْ..
شَمْسَ الأُفقِ نَشْرَبُ،
وقُبْلةَ الحَياةِ نَتَذَوَّقُ..
وجمالُ السّيمفونيَّةِ فَضاءٌ
في لا مَحْدُوديَّةِ الشَّمِّ…
التُّرابَ التُّرابَ ما أَقْدَسَهُ.
والعِشْقَ أَرئفْ بِهِ.
لعلَّهُ نُوْحٌ..
مَنْ جثا نَحْوَ جُودي
ولعلَّكَ أَنْتَ أنا
وأنا أَنْتَ
وأَنْتَ أَنْتَ
وأنا أنا
أَنْتَ مَنْ أَنْتَ؟
أنا مَنْ أنا؟
سيمفونيَّةَ الغَزالِ والعَصافيرِ
في سَحابَةِ لُطْفٍ وديمةٍ وزَهْرَةِ
جُلَّنارٍ..
اسقنيها..
ثلجَ آكري ..
مُلتَحفاً جَسَدي السَّاخنَ
ككأسِ شايٍ.
آهٍ يا أُمّي..
باركي لي ثَلْجَ قَلْبي
وحَرَارةَ التُّرابِ..
حيْنَ امتزجَ برائحةِ دَمي،
ويدايَ ما زالتا
مُلَطَّخَتَيْنِ..
ببقايا الفَراشاتِ
حيْنَ احتَمَتْ بظَهْريَ المَثْقُوبِ..
آهٍ يا أُمّي..
هلاّ سَرَدْتِ لي
بقايا حَكايا
جَدّي
زَرادَشت..