الحق في الغذاء و…الفقراء
تحرك عالمي كبير، قامت به العديد من مؤسسات المجتمع المدني في العالم هدفا منها نحو تعزيز المشاركة الإنسانية في الحصول على الغذاء. حيث تحتفل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “FAO” كل عام بيوم الأغذية العالمي، في السادس عشر من اكتوبر/تشرين الأول، كتاريخٍ لتأسيسها في مدينة كيبِك الكندية عام 1945.
وقد تصدر احتفالات هذا العام “شعار “الحق في الغذاء” في العديد من دول العالم على شكل مؤتمرات، ونقاشات عامة، وأنشطةٍ رياضية تدور جميعاً حول محور “الحق في الغذاء”… مع تنظيم تظاهرة على شكل مسيرة عالمية حاملةً للشموع.
وتأتي أهمية هذه الاحتفالية في ظل تدني الأمان الغذائي لما يناهز 850 مليون نسمة حول العالم.
وطبقاً للقانون الدولي فلكل شخصٍ الحق في أن يضمن بانتظام الحصول على غذاءٍ كافٍ، ومغذٍ، ومقبول ثقافياً لعيش حياةٍ صحيْة مفعمةً بالنشاط… إذ يرتبط ذلك إرتباطاً وثيقاً بالكرامة الفطرية لشخص الإنسان… عوضاً عن أن يكون مجرد حقٍ في “تلقّي الغذاء”.
ومنذ عام 1996، حين عُقِد مؤتمر القمة العالمي للأغذية، سعت المنظمة حثيثاً مع الحكومات والمجتمعات في أنحاء العالم كافة من أجل نيل الاعتراف بهذا الحق… كحقٍ أساسي من حقوق الإنسان.
أحداث من العالم
تتضمن الأنشطة المقررة ليوم الأغذية العالمي بالمقر الرئيسي للمنظمة مراسم الاحتفال الرئيسية بالمناسبة، وفي مقدمتها الاستماع إلى متحدثيْن بارزين هما الرئيس الألماني هورست كوهلر، والرئيس التنزاني جاكايا مريشو كيكويتيه، وإلى بيانٍ من المدير العام للمنظمة جاك ضيوف.
ويعقد عددٌ من منظّمات المجتمع المدني نقاشات الطاولة المستديرة حول “الطريق الصائبة للتصدي للجوع”، وذلك بتاريخ 16 اكتوبر/تشرين الأول، كما يُنظَّم سباقٌ للركض من أجل الغذاء لدى كلٍ من إيطاليا وغينيا ونيجيريا.
وتبدأ تـظاهرة المسيرة العالمية لحمل الشموع اعتباراً من مساء 22 اكتوبر/تشرين الأول بجزيرة ساموا، ومن ثم تتحرّك تباعاً عبر المناطق الزمنية الأخرى في العالم حسب التوقيتات الخاصة للمدن التالية: يوكوهاما باليابان؛ يريفان بأرمينيا؛ لوساكا بزامبيا، براتيسلافا بسلوفاكيا؛ كيتو بإكوادور، إلى جانب روما حيث تقوم البلدية على تنظيم مسيرةٍ حاملة للشموع في قلب العاصمة الإيطالية (الكوليسيوم).
كذلك ينَّظم حفلٌ خاص بمناسبة يوم الأغذية العالمي في المقر الرئيسي للأمم المتحدة بنيويورك، في 18 اكتوبر/تشرين الأول. وفي هذه المناسبة تتحدث في “مونولوغ” فردّي الممثلة غابرييلا لونيه عن خُطب وكتابات إليانور روزفيلد حول حقوق الإنسان والحق في الغذاء.
وفي جنيف يُشارك بتاريخ 17 اكتوبر/تشرين الأول، المقرِّر الخاص للأمم المتحدة المعنيّ بالحق في الغذاء، جان زيغلر، في حدثٍ يتناول المعونات الإنسانية ومفهوم هذا الحق.
وتُنَّظم مناقشات وندوات متعددة لدى كلٍ من النمسا وفنلندا وايرلندا والسويد، علاوةً على أكثر من 100 حدثٍ آخر من المقرر إقامتها في إيطاليا… بالإضافة إلى برنامجٍ خاص يستغرق أسبوعا كاملاً في المجر.
أمّا إسبانيا فتستهلّ شهراً بأسره من الأحداث احتفالاً بيوم الأغذية العالمي، إذ تستضيف حفلاً تلفزيونيّاً ساهراً لجمع الأموال، كما تُكرس رابطة كرة القدم الإسبانية أسبوعين من المباريات الرياضية بمشاركة سفير المنظمة للنوايا الحسنة وكابتن فريق “ريال مدريد” اللاعب المعروف راؤول.
وفي مصر يُنظَّم مهرجانٌ للموسيقى العربية على مدى 10 أيام دعماً لمنظمة الأغذية والزراعة وحملتها المُناهِضة للجوع في العالم، علاوةً على حفل عشاءٍ لجمع الأموال مع إقامة ندواتٍ ومعارض كبيرة في مناطق عديدة من مدينة القاهرة.
وتنظِّم جمهورية مالي أسبوعاً للتوعية العامة مع حملة لجمع الأموال، بما في ذلك حفلٌ موسيقي يشارك فيه سفراء المنظمة الأفارقة للنوايا الحسنة في العاصمة باماكو بتاريخ 16 اكتوبر/تشرين الأول.
وتحتفل كولومبيا بيوم الأغذية العالمي من خلال عرضٍ موسيقي تقدّمه المغنية فاني لو؛ في حين ستُلقي سيدة السلفادور الأولى أَنـَا ليجا ميكسكو دي ساكا، كلمةً في مؤتمر قمة السيدات الأُوِل ويُعقد بالسلفادور حول قضية الحق في الغذاء.
وتشهد تايلند أيضاً احتفالاتٍ بيوم الأغذية العالمي من خلال ندوةٍ تُشارك فيها صاحبة السمو الملكي ولية العهد الأميرة مها شاكري سيرندهورن، في حين تنظِّم اليابان في نفس اليوم حفلاً موسيقياً من أجل حملة “تليفود” بمدينة يوكوهاما.
وفي سوريا يوم 18 اكتوبر/تشري الأول توزيع 200 قطعة لباس مستعملة على الأطفال الفقراء، من تنسيق مركز التنمية البيئية والاجتماعية.
