أسياد الشرق الأوسط //الجزء الأول//
إلا أن أغلب المتابعين حاليا للشأن القطري يرون مدى نفاذه في المنطقة الشرق أوسطية كبديل عن المملكة العربية السعودية، مبينين توجه دولي جديد قد يخرق فيه أساسيات الكتاب سالف الذكر. لكن قبل هذا الاستنتاج علينا التعرف على وجه المملكة العربية السعودية الحقيقي:
المملكة العربية السعودية وهندسة الشرق الأوسط:
سيطرة عشيرة آل سعود على السلطة في المملكة العربية السعودية، جاعلة من المملكة دولة ذات أبعاد متفاوتة، فهي دولة تعتمد الشريعة الإسلامية أساسا لنهجها، مع اجتهادات لمدرسة باتت اليوم منبع الأصولية بامتياز في المنطقة الشرق أوسطية وهي مدرسة الوهابية.
فتكاد لا تخلو أي دولة من الدول العربية من نشاطات مبشري هذه المدرسة، حيث وظف قسم من المال النفطي في مشاريع تبشيرية متعددة وصل بعضها للدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، وفعّل نشاط هذا المال في تعزيز الرؤية الأصولية الدينية في رابطة الدول المستقلة وأفغانستان وباكستان واندونيسيا.
هذا التوجه الذي يلمس من التيارات الدينية في المملكة، خلق فضاءات متفاوتة في التعاطي، فنجد منها المتشدد كالمدرسة الجهادية التي برز منها الشيخ أسامة بن لادن صاحب نظرية “الولاء والبراء”، كما نجد فيها مشجع التحرر الملياردير الوليد بن طلال الذي توجه نحو القنوات الإعلامية وخاصة المعنية بالغناء وانتاجات الفنانين “صاحب شركات روتانا”.
الغريب أن جميع هذه الفضاءات باتت تصرح في الشؤون السياسية، في حين اعتمد على النهج العشائري ووجاهات العشائر في البت بالأمور الداخلية للدولة مستعينين بفقهاء الدين والشرع. فالمجتمع السعودي رغم تمدنه إلا انه عشائري بامتياز، وهذا التعاطي جعل الدولة داخليا في استقرار مميز نظرا لتنامي الحركات السلفية، بالتجرد عن التعاطي العنصري مع شيعة المنطقة الشرقية من المملكة. مما جعل الدولة السعودية في حالة استقرار داخلي رغم بعض الحوادث الإرهابية المتواضعة.
خول هذا الاستقرار سياسيها أن ينشطوا في المنطقة زارعين آراؤهم في بناء الدول المجاورة وسيادة قرارها، ليتماشى وهوى العلاقة الاقتصادية الأميركية السعودية.
السعودية والولايات المتحدة:
تردد مرارا ساسة البيت الأبيض عام 1948 في الاعتراف بدولة إسرائيل، تخوفا منهم على مصالحهم مع المملكة العربية السعودية، إلا أن لغة الاقتصاد غلبت على لغة العواطف. من هذا المثال البسيط نستطيع تلخيص العلاقة الأميركية مع حكومة آل سعود الممانعة لدولة إسرائيل.
فقد تغاضت الولايات المتحدة عن التوجهات الدينية للمملكة، وسياسة التبشير التي اعتمدتها مدارسها وجمعياتها الخيرية، بالإضافة لملف المملكة الضخم في انتهاك حقوق الإنسان، ولم تجد عيبا في مدحها الدائم من على المنابر الدولية، لا بل اعتمد رؤيتها السياسية في بعض المواقف الإقليمية معززة دورها لتكون الآمر والناهي في المنطقة. خلال الحرب الإيرانية العراقية كانت السعودية الممولة والعراق الجندية المحاربة. وذلك وفق رؤية سياسية سعودية عنوانها العريض “أوقف المد الشيعي عن المنطقة، وسمته المد الصفوي” وذلك في استئثار منها للعروبة بالطائفة السنية وحدها. مما أجج النقاش في المنطقة على نزاع سيادة شيعية أو سنية.
وهذا التوجه ناسب الولايات المتحدة وإسرائيل بشكل خاص فقد انتقل النزاع من عربي إسرائيلي، إلى إسلامي إسرائيلي، ونهاية نحو نزاع سني شيعي، وباتت إسرائيل في مكانة الناصح والمحايد، كما حصل مؤخرا في أزمة بيروت.
بامكانكم الحصول على التقرير كاملا باللغتين الانكليزية والعربية من خلال اتصالكم مع مركز التنمية البيئية والاجتماعية ، على الاميل التالي:
etccsy@hotmail.com
أسعار خاصة للمؤسسات الإعلامية العربية.