عتاب الآلهة
أنا الأرض ..أنا الجسد..أنا الطبيعة ولم أكن ما حييت أنا لأسبر غور الأرض بحثا” عن منفاي وفي يد الطبيعة حب لا يكف عن محياي،فأعد الليالي مرة بعد مرة حتى أرى الهلال استدار وبدر وإذ بالشمس تقتلع شوك القدر ،أنحت أصنامي بنفح من ألواني ولم يناديني أحد.. إنه إطراء الطبيعة بالجلد.
هلا زرتني في كل يوم ساعة أعددتني للبقية،أم تراك ظلا” غائبا” ينشدني حنينه لأن أتزين كالصبية.
وما بالي عجوزا” بكت السنون صبغة شعرها لكنها بنت الحياة ما أشبعتها فرحة ولا من الألم اجتررت زادي ،تراها منسدل شعرها في كفها قلم وعلى يسارها قلب جاثم ما فرغت من رحلة الا أعدت ضفائر شعرها لأخرى ،كأن الحياة غزير نبعها لكنها ما همت بالشرب يوما” إلا ملأت الغصة أنفها فإن هي سدت أنفها نسيت أن اغتصاب الهواء لشرايينها ذات يوم كان مأواها ،الويل ان علا صوت أنفاسها على أصوات رعدية تتمشى كل مساء وربما تضاجع رجالنا ،أما عن ضوء الشمس فإن هي سترت ظلها فلا خوف عليها إن قطعت أوصالها.
لا حام لها،ولا أهلها كانوا أهلها ..عجوز وحيدة فإن كان وحدها لها وحدها فإن هي إلا ملكة حياة فريدة ..ترسم على جنبات الورق أجنحة وتناطح حيطان المنفردة ،تحف وجه شاب وسيم ما حفّ القدر مثيله وتربط على عينيه غشاوة لئلا يبحث منها عن فتاة بديلة ،وترقص مزهوة في ساحات مزينة بالقش والأسطورة .
أيتها العجوز !لا بأس إن مات خلانك فهو ذا قلمك يزفر روحا” ويرسم جسدا.