لا بدّ من السقوط … فهناك الجاذبية ….!
الجاذبية التي تجعل النظام السوري بأن يركع أمام شعبه .. ، مهما تعالى وافتخر بأمجاده الكاذبة ، وقوة طيرانه فوق فضاء الشعب بسلطته التي لا تقهر …!
عليه أن يعترف أخيرا .. بالخطايا والأخطاء الجسيمة التي ارتكبها بحق الشعب ، وحق الوطن ، ومسؤوليته المباشرة عن خسارة أخصب وأجمل منطقتين في سورية ( هضبة الجولان ولواء إسكندرون ) .
أبدا .. لن يستطيع أن يهرب .. ، وهو يعرف بأنه لايستطيع أن يهرب ( كما الاّخرين ) ..؟ مهما امتلك من وسائل الحماية الأمنية والعسكرية والمالية .. والعائلية ، وشهود الزور ، والسطوة والبطش .. والبذخ .
مهما امتلك من أكاذيب وخداع .. ولعب على الوقت ، وفي الأوراق المخلوطة .
إن ( الجاه والأضواء ) الذي عاش فيه هذا النظام ( عنوة ) واغتصابا _ لأربع عقود مضت .. ، بدأت تختفي وتتساقط الأوراق ورقة بعد الأخرى ، ودائرة تلو دائرة .
إن النور الذي يراه أمامه قد لاتكون الشمس ، إنه السديم .. الذي يخيّم فوق سماء قصور الطغاة في أواخر أيامهم .
سوف يحاول هذا النظام أن يبعد ساعة النهاية والسقوط بالتأكيد – بفعل جنون السلطة والمال والكرسي والقرار – لكنه لا يستطيع ، لقد فات الأوان … فهناك “” قانون الجاذبية… “” .. جاذبية الأرض .. جاذبية الجماهير الشعبية الغاضبةالثائرة المنتفضة الرافضة ، الجماهير .. التي كابدت وتحملّت جبال الصبر ، ومرارة الذلّ والبطالة والفساد وأنفاق الرعب والخوف ، وكابوس السجون والمنافي .
فليتعلم هذا النظام وكل نظام على شاكلته وقياسه – ولو أنه فريد في العالم بتركيبته المتشابكة والمحبوكة بألف عقدة ومفصل عائلي وطائفي وأمني وسري -لكنه مفضوح وظاهر لمن له عين بصيرة وقليل من الذكاء – .. فليتعلّم نظام القمع والديكتاتور الأوحد من الطيور .. مهما حاولت العلو في الجو والفضاء ، والإرتفاع والإبتعاد عن الأرض.. ، عليه أن ينزل أخيرا .. ويرحل كما رحل جميع الطغاة قبله ، لتجنيب الوطن المأساة الكبرى ….؟
فهناك الجاذبية … هناك الأرض .. التي تجعلك وترغمك أن تنزل .. أن تعترف ” بالجاذبية ” … هناك
الشعب .
ألا تعلم بأن المناطيد المنفوخة بالهواء لا تستطيع أن تصل إلى القمر … ؟
دع ” قانون الجاذبية ” يجعلك تركع .. ، وتنفذ مطالب الشعب ، نداءات الشعب .. حقوق الشعب ، والأكثرية المسحوقة المضطهدة منذ سنين المبعدة والمغيّبة عن الساحة والمشاركة والفرح في حضن الوطن والحرية .
فالخناق يشتدّ حول العنق أكثر فأكثر .. وهذا ليس برضاك ، فالقانون التاريخي الطبيعي يقول ذلك : فاركع للشعب وإلاّ …؟؟
لقد قلناها مبكرا ، ومنذ زمن طويل .. ، وقلناها البارحة ، ونقولها اليوم وكل يوم .
فالركوع لسيّد البت الأبيض .. والإنحناء اليومي له .. ، لا يفيدك من السقوط .. لا يفيدك بشئ ، ولا ينقذك .
سوف تسقط .. سوف تسقط لا محالة ، فالأرض بحاجة إلى المطر والهواء . والإنسان كذلك .. بحاجة إلى الشمس وهواء الحريّة وخبز الديمقراطية لتفتح وتزهر وتثمر غابة الجماهير … وحدائق الوطن… لتزهو بالإخضرار والتنوّع .. والتجدّد والنضارة .. ، .
ويل للحاكم .. إذا لم يستجب لنداءات أحراره … إلى الجاذبية …
يا أختي .. ويا أخي في هذا الوطن الوجيع المتألم … ، إرفع صوتك عاليا في وجه الجلاّد ليسمعه الجميع – فالجلاد هو الذي يخاف منك ، من الهمسة والكلمة ومشية النملة ” .
إرفع صوتك ليسمعه العالم . لتتحد الأيادي .. لتتضامن الشعوب . يا أخي هنا .. وهناك ..عربا وأكرادا .. وجميع القوميات المضطهدة ، أضئ شمعتك .. ونوّر عالمك لأننا عائلة إنسانية واحدة متضامنة ، وقلوبها متقدة .
لنرفع أصواتنا لتسمع صداها السماء .. ، إمسك القلم ، والريشة ، والحجر .
إعتصم .. فجّر غضبك بصوتك تحطّم الصخر ..وتدفن الألم والضجر ..إحمل منجلك والنغم والشموع ..
نوّر عالمك .. غيّر واقعك .
تكلّم أكثر ، أصرخ أعلى فأعلى ..إقتحم جدران الخوف والعتم .. فهناك الجاذبية .. .. لا تنسى قانون الجاذبية ….