يجوز للمرأة تعدد الأزواج
بقلم: جهاد علاونه
يحق للمرأة أن تتخذ أكثر من زوج واحد وأن تتعدد في إتخاذ الأزواج , ولكن هذا المطلب السخي لا يمكن له أن يتحقق في المجتمعات الذكورية ,فحتى تتخذ المرأة أكثر من زوج واحد لا بد من إقامة مجتمع أمومي سمح وأنثوي وبلغة العلم مجتمع (متري يركل )وليس مجتمع (بتري يركل-بطريركل).
وأنا لا أقصد هنا المجتمع المتريركل القائم على التسامح ولا أقصد المجتمع الذكوري الحانق , وإنما أقصد أن ينسب المواليد والأطفال إلى أمهاتهم وليس إلى آبائهم , وبالتالي لا يمكن أن ندخل في معضلة إختلاط الأنساب , طالما أن المولود ينسب لأمه وليس لأبيه .
ويرد فقهاء الدين على هذه الدعوة بقولهم :
إذا إتخذت المرأة أكثر من زوج وتعددت في الأزواج فإن النظام الإجتماعي سوف يتخربط وسوف تختلط الأنساب , وهذا الكلام ليس صحيحا , والصحيح أن نسبة إنتساب الأطفال إلى أبيهم هو الذي يعمل على خلط في الأنساب والدليل على ذلك :
يتزوج الرجال من نساء غريبات عنهم وحين تنجب الزوجة أولادا ينسبون فورا إلى آبيهم ويتجاهل النظام الإجتماعي أن المولود ينقل صفات وراثية من أخواله وأم وأب والدته, ومع ذلك يبقى نسبة المولود إلى أبيه .
أليس هذا خلط في الأنساب ؟؟؟
بماذا يجيب فقهاء الأديان السماوية على هذا السوآل ؟
لا يوجد حقيقة جواب مقنع !!
فنسبة الطفل المولود إلى أبيه فيه خلط أنساب وسرقة رحم المرأة التي حملت به كرها ووضعته كرها وعانت به وأكل من دمها وشرب من دمها, وإمتص أملاحها , ورفع ضغطها وأنزله من شدة الإرهاق ومن أكله وإستهلاكه لفيتاميناتها , وتغذى على حليبها , وسهرت عليه , وفي النهاية ينسب لأبيه مضيعة لمجهود المرأة الخالقة الواهبة للحياة .
وينقل الأطفال صفات وراثية من آبائهم وأعمامهم أكثر مما ينقل صفات وراثية من أخواله وخالاته , وهذا بسبب طبيعة بناء المجتمع الذكوري وذلك للأسباب الثقافية التالية:
-ينشأ الإنسان في المجتمعات الذكورية بين أعمامه وأخواله لذلك يؤثرون في إسلوب تربيته وبالتالي يتعلم صفاتهم الثقافية وتسري بدمه عاداتهم وتقاليدهم مهما كانت تلك الصفات , وينشأ على مخالطتهم ثقافيا وبالتالي فهو ينقل صفات ثقافية بسبب التنشأة .
-ولو أفترظنا أن الأطفال ينشأون مع أمهاتهم وأخولهم وخالاتهم , لنقلوا صفاتهم الوراثية بسبب إختلاطهم بهم .
وهنا علينا أن نعلم أن الأنماط العائلية النووية والممتدة هي : أنماط ثقافية وليست بيولوجية , وإن غالبية العائلات الكبيرة الممتدة اليوم ما هي إلاّ محض زيف وإفتراء ثقافي , على المجتمعات الأمومية السمحة ,فجميع الأمهات في العائلات الذكورية هن اليوم من خارج نمط القرابة للأب , وهن غريبات , وبالتالي فجميع أفراد العائلات اليوم هم ليسوا بأقارب ولا ينتمون لعائلاتهم بيولوجيا , ما عدى أنهم ينتمون ثقافيا لأسرهم وعائلاتهم النووية والممتدة ويتأثرون بأساليب التربية والتعليم لعائلاتهم وبيآتهم الواحدة في المجتمع (الإثني – العرقي ).
وحتى نقيم مجتمعا مدنيا خالصا علينا أولا وقبل كل شيء أن لا نحجب النصف الآخر وهو المرأة , فالنصف الآخر للذكر هو الأنثى وبالتالي فهي نصف المجتمع الآخر , ومن المعلوم لدينا أن النصف الآخر من الكرة الأرضية محروم من المشاركة في إسلوب التغيير وتحريك المجتمعات الجامدة والميتة.
إن المرأة محرومة من المشاركة لأنها أنثى ولا ينتسب أطفالها لها .
ويقول علماء الدين والفقه : أن الله والملائكة يوم القيامة ينادون على الناس بأسماء أمهاتهم , فلماذا لا نناديهم نحن بأسماء أمهاتهم اليوم ؟
ولو أنننا نخرج بقرار يكون فحواه أن ينسب الأطفال إلى أمهاتهم لتخلصنا من المشكلات التالية :
أولا : نقضي على النمط العائلي البطيركي المتسلط والحانق والذي يورث أموله ومناصبه إلى أبنائه .
ثانيا :نتخلص من عقدة الخيانة , فالمرأة في المجتمع الذكوري تخون زوجها بسبب عدم قدرتها على إتخاذ زوج آخر , ويقول علماء الدين : أن الإسلام أجاز للزوج إتخاذ أكثر من زوجة له حتى لا تقع فتنة ولا يقع في جريمة الزنى, وهذا الكلام علميا غير صحيح , لأن المرأة تقع هي في الخيانة بسبب عدم قدرتها على إتخاذ عدة أزواج , والأصح من هذا كله أن تتخذ المرأة أكثر من زوج واحد وينسب الأطفال إلى أمهاتهم وليس إلى آبائهم , وبالتالي نكون أمام نواة مجتمع مدني حديث تزول به عقدة الأب المتسلط ويظهر الأب الإجتماعي ويموت الأب البيولوجي .
لقد كانت المجتمعات القديمة الحجرية والتي نصفها أنها مجتمعات متخلفة تتخذ بها المرأة أكثر من زوج , وكان الجنس مباح للجميع , وبالتالي لم تكن هنالك قروقات عرقية وطبقية , ولم تكن للبكارة موضوعات متصلة بالشرف والدم والإنتقام .
لقد بدأت المجتمعات تكتسب صفات ثورية حين إحتل المجتمع الذكوري مقاعد المجتمعات الأمومية السمحة , ففرض الرجال سطوتهم وبطشهم على النساء وعلى الأولاد وحرموا ما كان محللا .
ويجب أن تكون العلاقات الجنسية مباحة وأن تفقد المرأة بكارتها دون عيب أو تعقيد للمسائل وأن يعمم الإختلاط في المدارس والحارات , فتقييد حركات المرأة وبكارتها تخلق عقدا نفسية وجنسية ومعظم الذين يعانون من الإكتئاب الداخلي المنشأ هو بسبب فقدان المتعة الجنسية وكبتها ,
حتى أن شواذ الرجال الديكتاتوريين بكشف طبي سريع عليهم نجد أن عندهم عقد جنسية , وكذلك الفتايات اللواتي يعانين من أزمات نفسية نجد سببها في فقدانهن للمتعة الجنسية التي أحلتها لهم طبيعة تكوينهن البيولوجي .
فلماذا توجد المعدة في جسم الإنسان ؟ لا بد أنها لطحن الطعام .
ولماذا الأذنين ؟ للسمع .
ولماذا العينين ؟ للنظر .
ولماذا الجهاز التناسلي ؟ إنه للمتعة كي يستمتع الإنسان به وليس لكي يخنقه .
إن الحب العذري : برق ورعد بغير مطر , وقمع صوفي , وخنق عاطفي , وهو إختراع ثقافي من أجل تعويض عقدة النقص الجنسية , فالعرب قديما وحديثا أشتهروا بالحب العذري لأنهم مجتمعات قمعية تقمع الناس سياسيا وعاطفيا وتخلق عقدا نفسية لذلك إرتاح الرجال للحب العذري كتعويض لهم عن فقدانهم للمتعة الجنسية .