الغلاء والالتزامات في الحكومات
أعلن المدير العام لبنك التنمية الاسيوي رجات ناغ الاربعاء في مدريد ان ارتفاع اسعار المواد الغذائية يؤثر على مليار شخص في اسيا.
وقال ناغ في مؤتمر صحافي في مدريد حيث تعقد الجمعية السنوية ال41 للبنك من 3 الى 6 ايار/مايو “نقدر عدد المتضررين من ارتفاع الاسعار الغذائية بمليار شخص”. واضاف ان هذا الرقم “يشمل نحو 600 مليون يعيشون باقل من دولار في اليوم و400 مليون يعيشون باكثر قليلا من ذلك ووضعهم صعب جدا”. ويجتمع حكام بنك التنمية الاسيوي في ظل ازمة غذائية شاملة في حين ترتفع اصوات ضد البنك تستنكر عدم استباقه هذا الوضع بما يكفي.
وقال ناغ “انني على ثقة باننا سنرى مناقشات حامية حول مشكلة اسعار السلع الغذائية”.
واضاف “نعتقد مع ذلك ان المشكلة تتعلق بارتفاع الاسعار اي قدرة الفرد على شراء الغذاء اكثر من نقص الامدادات”. واوضح “الامدادات مضطربة بلا شك لكنها ليست المشكلة. المخزون في ادنى مستوياته منذ عقود لكنني اعتقد ان علينا التركيز على مشكلة الاسعار التي تجعل الكثير من الناس في وضع شديد الخطورة”.
وكانت الامم المتحدة ومنظمات دولية اخرى دعت الثلاثاء الى تحرك عاجل لمحاربة ارتفاع اسعار السلع الغذائية واعلنت عن انشاء خلية ازمة مطالبة بتجارة عالمية اكثر عدلا. وقال ناغ ان “بنك التنمية الاسيوي سينضم الى هذا الجهد”.
– المملكة العربية السعودية:
أصدر مجلس الوزراء السعودي خلال جلسته الأسبوعية العادية التي عقدت الاثنين الماضي، برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، 17 قراراً لتحقيق التوازن بين معيشة المواطنين وضمان الاستمرار في النمو الاقتصادي. وجاءت هذه القرارات لتترجم برنامج عمل للتوجيه الملكي الذي صدر قبل نحو شهر تقريباً يقضي باستمرار النمو الاقتصادي وإطلاق محركات جديدة له مع التأكيد على مراعاة معيشة المواطنين.
وجاءت قرارات المجلس بعد درس توصيات اللجنة العامة لمجلس الوزراء المبنية على محضر الهيئة الاستشارية للشؤون الاقتصادية في المجلس الاقتصادي الأعلى بشأن ظاهرة ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة الذي تفشى أخيرا في معظم مناطق البلاد، محدثاً بذلك قدراً كبيراً من السلبيات المؤثرة في حياة المواطنين وقوتهم.
وأوصى المجلس بإضافة بدل بمسمى “بدل غلاء المعيشة” إلى رواتب موظفي ومستخدمي ومتقاعدي الدولة سنوياً بنسبة 5 في المائة وذلك لمدة ثلاث سنوات. وزيادة مخصصات الضمان الاجتماعي بنسبة 10 في المائة، واستمرار دعم السلع الأساسية للتخفيف من حدة ارتفاع أسعارها ومراجعة ذلك بعد ثلاث سنوات.
– دبي والشباب العامل:
يقول أحد الشباب “انتقلت إلى دبي منذ أكثر من سنة، وأواجه مشاكل عديدة. فالسكن مرتفع جداً، الأمر الذي لا يسمح بالادخار، و يصبح بالتالي المصروف أكثر من المدخول، فضلاً عن أزمة السير الخانقة، التي تنهك قوانا، وتخفف من إنتاجيتنا”.
هذا الكلام أكدته أيضاً إحدى السيدات، التي قالت “الإيجارات في دبي مرتفعة بشكل خيالي، فأنا وزوجي نعمل هنا ومدخولنا بالكاد يؤمن لنا إيجار المنزل، فإيجارات دبي أغلى من إيجارات أوروبا. وهنا لا شيء بالمقابل، فنحن حتى لا يحق لنا الحصول على الجنسية.”
وأضافت “لا أنكر أن دبي تتمتع بتسهيلات متعددة، ونوعية حياة جيدة. إلا أنه بالمقابل هناك مشاكل كثيرة، ومنها انعدام الحياة الاجتماعية، وزحمة السير غير المعقولة، وهي مشكلة قائمة بحد ذاتها.”
ويتفق أحد الشباب مع ما قالته السيدة، حيث قال “مشكلة السكن في دبي فعلاً لا يستهان به، فالأسعار ترتفع سنة بعد سنة، والإيجار يستحوز على القسم الأكبر من المدخول. المؤسف أيضاً أن لا حياة اجتماعية في دبي.”
ورغم ما نراه ونقرأ عنه في مختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية عن إمارة دبي، من ميزات وإبداعات، إلا أن لارتفاع الإيجارات، وزحمة السير الخانقة، وشبه انعدام الحياة الاجتماعية جراء كثافة المنافسة بالعمل، تأثيراته السلبية على الجميع من مغتربين وكذلك المواطنين.
فقد قام موقع gulftalent.com الإلكتروني، الخاص بتوظيف الكفاءات في الشرق الأوسط بإعداد دراسة عامة، أطلعنا على أبرز ما جاء فيها، ياسر حاتمي، المدير الاداري، فقال “تشير نتائج التقرير، الذي أعدته مؤسستنا إلى العديد من التطورات الهامة: أولاً، ارتفاع الرواتب في دول الخليج بسبب ارتفاع حدة المنافسة في جذب الخبرات. ففي الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف المعيشة، هبطت معدلات التوفير في عدة أجزاء من المنطقة، وبخاصة إمارة دبي.”
وأضاف “وبشكل عام، ومن وجهة نظر اقتصادية بحتة، لم تعد دول الخليج مكاناً ملائماً للتوفير بالنسبة للعمالة الوافدة، كما كان الحال في السابق. ولكن تتوفر في دبي بيئة عصرية، وفرص عمل متنوعة، الشيء الذي يجذب شرائح جديدة من العمالة الوافدة.”
ويتابع ياسر حاتمي حديثه ” وثمة تحديات عديدة يواجهها القادمون إلى دبي، ومن أبرزها ارتفاع تكاليف المعيشة، وخاصةً الايجارات، التي ازدادت أكثر من ستين بالمائة خلال العامين الماضيين، فشقة مكونة من غرفتي نوم تكلف في دبي حوالي ألف وثمانمائة دولار أميركي شهرياً، أي ضعفي الأسعار في المدن السعودية.”
وقال ” كما ارتفعت أسعار الوقود، والعديد من الخدمات الحيوية الأخرى.”
وشدد حاتمي على أن دبي لم تعد نقطة جاذبة من وجهة نظر اقتصادية، كما كانت عليه في السابق، ولكنها لا تزال تجتذب شرائح مختلفة من الوافدين، نظراً لتنوعها العرقي والتراثي، وبنيتها التحتية الحديثة، ونمط العيش العصري فيها.
والسؤال الآن، هل يتحدى الشباب هذا الواقع، ويعودون إلى بلادهم، أم يتقبلون هذه الصعوبات بحلوها ومرها؟
مصر:
وقال مبارك في خطاب متلفز الاربعاء، بمناسبة عيد العمال الذي يوافق الاول من مايو/ ايار كل عام، انه طلب من الحكومة ضمان ان تكون ” زيادرات الرواتب بنسبة 30 في المئة العام الحالي وليس 15 في المئة كما هو معتاد”.
واضاف مبارك ” الامر المهم هو العمل على توازن الاجور وارتفاع الاسعار. ولهذا الغرض طلبت من الحكومة تطبيق زيادة في الاجور قدرها 30%”.
يذكر ان مصر شهدت في الشهور الاخيرة عددا من الاضرابات والاحتجاجات ضد تدني الاجور والارتفاع الكبير في الاسعار، حيث ارتفعت اسعار بعض المواد الغذائية حوالي 50% خلال العام الماضي.
وقد ارتفعت اسعار زيوت الطهي بنسبة 42% بينما ارتفعت اسعار المواد الغذائية عموما حوالي 23%.
كما تعاني مصر من ازمة حادة في الخبز جراء ارتفاع تكلفة القمح في الاسواق العالمية والارتفاع الصاروخي في نسب التضخم.
وتضاعفت اسعار الخبز في المخابز الخاصة في الشهور الاخيرة فيما شهدت المحافظات المصرية، مصادمات ومشاجرات عنيفة بسبب التزاحم للحصول على الخبز في العديد من المخابز الواقعة في المناطق التي يقطنها مواطنون من ذوي الدخل المحدود ونجم عنها مقتل نحو 10 اشخاص على الاقل وإصابة العشرات بجروح.
كما وقعت اعمال شغب في مدينة المحلة الكبرى اسفرت عن مقتل 3 اشخاص في يوم 6 ابريل/ نيسان الذي دعا نشطاء سياسيون للاضراب فيه، حيث مزق متظاهرون خلاله لوحة تحمل صورة حسني مبارك.
وقد شكل الغلاء وتدني الاجور دافعا رئيسيا وراء تحرك الداعين لاضراب 6 ابريل حيث طالب هؤلاء بتحسين الاجور بما يتناسب مع تضخم الاسعار، ووضع اجراءات لمكافحة ارتفاع الاسعار.
وقد دعت قوى معارضة ونشطاء سياسيون غالبيتهم من الليبراليين واليساريين الى اضراب آخر في الـ4 من مايو/ ايار المقبل، والذي يوافق عيد الميلاد الثمانين للرئيس المصري حسني مبارك.