كالوي العرب
الأمل الذي زرعه السيد كالوي وزملاءه في مناصرتهم لقضايا العرب الخاسرة بداية بقضية فلسطين الحبيبة، وثانياً بقضية الشعب العراقي الجائع والمريض، تلك القضيتان أهلتاه لأن يهدد بإقصاء حكومة توني بلير عن سلطة المملكة البريطانية المتحدة قبيل الحرب، والآن هو مهدد بإقالته من حزبه والخيانة العظمة.
جورج كالوي الذي يبلغ من العمر 48عاماً. بدأ حياته بمناصرة القضية الفلسطينية، وتزوج من فلسطينية، والآن هو عضو في مجلس العموم البريطاني عن الحزب العمالي. سافر إلى العراق عدة مرات، ليحمل قضية شعبه نحو الخارج متزعماً حركات مناهضة الحرب ومستعيناً بتمويل ثلاث شخصيات بارزة:
الشيخ زايد – الأمير عبد الله- رجل الأعمال الأردني فواز زريقات.
اختار جورج كالوي حافلة (أتوبيس) حمراء اللون مكونه من طابقين، بدأت تحركها من أمام ساعة (بيج بن) الشهيرة في لندن يوم 9/أيلول/2003، في طريقها إلى جولة إنسانية على مدى آلاف الكيلومترات، تطوف خلالها بعدد من الدول الأوروبية والعربية، لتذكير الرأي العام بالمأساة العراقية وحثه على موقف مسئول يفضي إلى وقف الضربات العسكرية أولا. إيذانا برفع الحظر الجوي والاقتصادي عن شعب العراق وعودته إلى ممارسة حياته الطبيعية! وقد اختارت القافلة اسم الطفلة العراقية مريم حمزة التي أصيبت بسرطان الدم (وقام السيد كالوي بنفسه على نقلها من بغداد إلى إحدى مشافي العاصمة اللندنية)… شعارا لمهمتها الإنسانية ولافتة تتصدر الحافلة الحمراء، كونها واحدة من زهاء نصف مليون طفل فتكت بهم شتى الأمراض التي خلفتها أسلحة الدمار الشامل ضد العراق وفي مقدمتها إشعاعات اليورانيوم المنضب وغاز الخردل! على أن القافلة التي انضمت إليها نخبة من خيرة الكتاب والمفكرين والسياسيين البريطانيين.. بينهم هارولد بننز وإندي ديلاتو.. سرعان ما جذبت إليها نخبة أخرى من العرب المقيمين في لندن بينهم الكاتبة المعروفة رنا قباني وصباح المختار رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا..
قافلة (مريم) حققت نجاحات باهرة في تسليط الأضواء إلى الجوانب اللا إنسانية التي تكتنف جوانب المأساة العراقية، عبر إثارة اهتمام الصحافة ووكالات الأنباء والقنوات الفضائية والمنظمات الأهلية في بريطانيا والدول الأوروبية التي مرت بها…
غنائم حرب الخليج الثالثة لا تقتصر فقط على النفط والاستثمارات في أرض العراق، بل امتدت لتصفية الحسابات السياسية، بين الفرقاء ففرنسا مدانة والروس أيضاً والألمان جداً. ويبقى الحديث عن السيد كالوي المتهم بأخذ رواتب من الرئاسة العراقي المخلوعة. تلك الاتهامات تعيد بذاكرتنا اتهامات الكنسيت للعضو العربي د. عزمي بشارة، وسجن الحكومة الفرنسية للمناضل جوزيه بوفيه.
ويبقى السؤال. لماذا كل الأحرار مدانين؟ ربما لأنه يناصرون قضايا خاسرة.
بعض من أقوال السيد كالوي:
– إنهم لا يريدون قادة عرب كبار، يريدون إسرائيل قوة لا يمكن تحديها.
– الجنود الأميركيين والبريطانيين أسود، لكن بقيادة حمير هدفهم فقط إعادة انتخاب جورج دبليو بوش.
– أسؤ ما يمكن أن يحدث هو بلقنة العراق، إنهم لا يريدون دول عربية كبيرة.
– بلير وبوش ذئبان انقضا على شعب فقير.
– الحرب جريمة بحق الإنسانية، والأجيال القادمة ستدفع ثمنها. فالحرب ستضاعف مخاطر الإرهاب.
– النظام السوري مهدد بانهيار، والمملكة العربية السعودية قد تصبح مملكتان أو ثلاث.
– أبو مازن غير قادر على اتخاذ قرار بشأن اتفاقية سلام، دون رضى عرفات.
– خارطة الطريق لن تؤدي لأي طريق.
– بلير مجرد سفير وذيل لبوش.
– على بلير أن يفهم أن (الذيل مستحيل أن يهز الكلب، والكلب دائماً يهز الذيل).
– للعراقي والعربي أقول (ابقوا متحدين).