ورشة عمل – الاحتلال الأجنبي: الإرهاب والمقاومة
المحاضرين:
غسان رفاعي محلل سياسي لبناني – كارول خوري مركز بيسان للدراسات “رام الله”
فايز سارة محلل سياسي سوري – جابر سليمان باحث فلسطيني “لاجئ”
المقرر: عصام خوري
عقب تفجيرات 11 سبتمبر، التي شهدت انهيار برجي التجارة العالميين والهجمات على البانتكون ظهر مفهوم العنف الخارجي بوضوح، ورسخ بمعطياته مفاهيم أكثر عمقاً وقدرة على التأثير في العالم، كمفهوم الحرب الاستباقية، وتحويل الإرهاب إلى طابع سياسي استغلته جميع الدول التي تتوافق ببرامجها مع البرنامج الأميركي. فمنها من قامت على قمع شعوبها وتلك التي أرهبت شعوبها من خلال إعلانها. والسبب في ذلك الازدواجيات المتعددة في تفسير مصطلحات كالإرهاب أو المقاومة:
“المقاومة المدنية= المناضلين” ، “الجيش الإسرائيلي= جيش الاحتلال”…
وهذا اللغط قائم على الاختلاف بالمنهج.
الرابط بين المقاومة والإرهاب يكمن في العنف ولغة العنف سواء أكانت عنف جماعة أو أفراد أو حكومات، في حين الاختلاف يكمن في أن المقاومة تستند لنهج شعبي قائم على اختلاف نشطائها من جمعيات أهلية أو تنظيمات سياسية أو فاعليات اقتصادية وثقافية، أما الإرهاب يستند إلى عمل جمعيات لها طابعها السري الشديد التعقيد والخصوصية، أي أنها تبتعد عن الحركات الشعوبية.
أشكال المقاومة:
1- مقاومة فردية.
2- مقاومة جماعية: 1- مقاومة مخططة “المسلحة ولها استراتيجية تنظيمية”
2- مقاومة عفوية “ردات فعل”
أشكال الإرهاب:
1- إرهاب دولة “إسرائيل، انتهاك الشرعية الدولية من قبل USA”.
2- إرهاب جماعات “مافيا”.
3- إرهاب أفراد “جرائم”.
“وما يميز أشكال الإرهاب أنها تبتعد عن العفوية، فهي جد منظمة وسرية”
الإرهاب والاحتلال العراقي:
واقع الاحتلال الأميركي للعراق يحتم بصورة طبيعية ووطنية الرغبة باستعادة السيادة والاستقلال، وهذا لن يمر بدون مقاومة. فالخرق الواضح المتمثل باحتلال العراق العضو الرسمي في هيئة الأمم المتحدة، كان أمراً إرهابياً وفق مقتضيات الشرعية الدولية. وكان تبرير السلطة الأميركية الحفاظ على الأمن القومي، وفكرة وجود أسلحة نووية تهدد شعبها. والخرق الحالي لربما يهدد دول الجوار بخروقات أوسع نحو خطوة كبيرة وهي “إعادة تشكيل الشرق”.
المآخذ على الاحتلال الأميركي:
– تباطؤ الأميركي في إعلان سلطة عراقية بديلة.
– التساهل وعدم ضبط الأمن في غياب السلطة المخلوعة.
– السعي لإضعاف مجلس الحكم الانتقالي.
– استبعاد عديد من القوى السياسية “التيار الناصري، القوميين العرب، الكتل العشائرية…”
أسباب تمهل الأميركي في سد الفراغ السياسي:
1- إما خلل فني، وعدم تحضير خطط استراتيجية تنطبق مع الواقع.
2- أو تعمد لهدف خلخلة المجتمع العراقي، وزرع الفتن بين كتله وأطرافه وعشائره.
المقاومة العراقية:
ينقسم المجتمع العراقي لعدة أقسام في نظريته للمقاومة:
– فالبعض ينظر للعمليات التفجيرية على أنها عمل مقاومة ولو طالت عدد من المدنين والأخر ينظر لها على نحو إرهابي.
– والبعض يقول أنها استمرار لحرب النظام السابق مع عدد من الأصوليين للأميركي المحتل.
– والآخر ينظر بهدوء ويطالب بالتريث لإطلاق برنامج مقاومة ناضج تجاه الأميركي المحتل.
– والبعض ينظر للمقاومة أنها حالة طبيعية وهو غير موالي لصدام أو غيره من الأصوليين “أنصار الإسلام، تنظيم القاعدة”
ولعل الأميركي يسعى في الأطراف التي ترى بالعمليات التفجيرية أنها عمليات إرهابية، طرفا مساعداً إعلامياً لتوسيع دائرة اهتمامه تجاه دول الجوار “سوريا&إيران” التي تعجز عن سد حدودها الكبيرة مع العراق.
كما تطرق الحوار نحو:
– مسألة دستور الدولة العراقية، وإقرار الاختلافات القائمة فيه كدين الدولة&مشروع إعادة الجيش العراقي واستبعاد عدد من قياداته.
– مواصفات الدولة الجديدة المقررة في 10 الشهر القادم وفق UN، وقدرة هذه المواصفات في ردم الفجوات التي أرخها النظام المخلوع ضمن المجتمع العراقي مع مراعاة إرثه وثقافته وتنوعه ونزاعاته التاريخية والطائفية والعرقية.
الإرهاب والاحتلال الفلسطيني:
الأزمة الفلسطينية تكمن في شقين:
1- فلسطيني الأراضي المحتلة.
2- فلسطيني الشتات.
تكمن الأزمة في عدم احترام إسرائيل لمعاهداتها الدولية، حيث نلاحظ غياب الطريق في خارطة الطريق، والسبب في ذلك الإجراءات القمعية المشددة والاحتلال القائم للضفة الغربية وقطاع غزة، والسعي المتواصل لإضعاف جميع الأطراف في القضية الفلسطينية وخاصة السلطة المنهكة حاليا بنزاعاتها الداخلية وأزمات الفساد والشفافية. ولم يكتف الاحتلال الإسرائيلي بذلك وحسب بل امتد نحو المنظمات المدنية NGO، وقام بالترويج الإعلامي ضدها، والضغط المبدئي نحو تمرير مشروع يمنع مؤسسات التمويل الأميركية والعالمية عن دعم المؤسسات الفلسطينية التي تساهم في دعم الإرهاب، ومع ازدواجية المعايير ولصق مفهوم الإرهاب بالمقاومة. فستصبح جميع المؤسسات الغير حكومية الوطنية التي تدعم خيار الاستقلال والدولة الفلسطينية مؤسسات معدومة المورد المادي وستضيع خدماتها الكبيرة للشعب المحاصر.
“مع التذكير إن هذه المؤسسات هي الداعم الوحيد للشعب الفلسطيني قبل وصول السلطة الفلسطينية من المنفى”
كما قامت قوات الاحتلال بإقامة جدار الفصل بارتفاع ثماني أمتار، مقلصه مساحة أراضي السلطة الفلسطينية في غزة والقطاع من 22%إلى 10% بالنسبة لمجمل الأراضي الفلسطينية، كما يقوم الجدار بعزل مدن عن امتدادها الديموغرافي ويعزل قرى عن بعضها البعض ويؤدي إلى تفكك في المجتمع الفلسطيني وتفكك في البنية الطبيعية للأرض.
كما تم في الورشة استعراض تاريخ التهجير الفلسطيني، والتهرب المتتالي للإسرائيلي المفاوض تجاه قضية اللاجئين، وتم استعراض مدى مؤازرة الأميركي لإسرائيل، وطولب عدد من القضايا:
1- إنهاء الاحتلال للضفة وقطاع غزة.
2- المطالبة بحق العودة.
3- التعويض عن التهجير.
وتم مناقشة “مفهوم الدولة الواحدة” وتراوح هذا الطرح بين القبول والرفض، وهذه ميزة الأوساط التي تأمل الديموقراطية لمجتمعاتها
3/11/2003
المؤتمر السنوي الخامس
أسيا والباسفيك “APRN&ANND”
الحرب على الإرهاب: عسكرة العولمة وحقوق الإنسان
فندق الميرديان-كومودور،بيروت