الأنظمة العربية تعاني داخليا وخارجي
وقال في محاضرة عنوانها “غزة وأزمة الأنظمة العربية” أقامها نادي الجسرة الثقافي القطري ليلة السبت في الدوحة، إن الأنظمة العربية أصبحت عبارة “عن أسر حاكمة وحتى الجمهورية منها لم تعد جمهورية وأتحدى أن يعرف أحد ما الفرق بين النظام الجمهوري والنظام الملكي في الوطن العربي”.
وتابع “لأن الابن أصبح أكثر أهمية من نائب الرئيس إن وجد والنسيب أكثر أهمية من الوزير” و”اقتصاد الدولة هو اقتصاد الحاكم وفلوس الدولة هي فلوسه”.
المصلحة بالتحالف
ودعا المثقفين العرب إلى الاعتراف “بأن مصلحة الأنظمة العربية في تحالفها مع إسرائيل، لذا فلغة المناشدة لهذه الأنظمة لم تعد مجدية”.
وقال بشارة إن أميركا بدأت في تسعينيات القرن الماضي تحاور خصوم النظام الحاكم خاصة الإخوان المسلمين وفي عقر داره فوجدت الأنظمة العربية أن “أقصر طريق للحفاظ على أمنها وحكمها هو التفاهم مع إسرائيل” ومن هذا المنطلق انطلقت التسوية السياسية مع إسرائيل.
وأضاف بشارة أنه يخطئ من يعتقد أن القضية الفلسطينية أصبحت هامشية لدى الجماهير، بل إن مجمل البؤس العربي من قمع وظلم وفساد يراه الناس متجسدا في النظام العربي لهذا يخرج الناس مفجرين غضبهم أكثر عندما تنفجر الأوضاع في فلسطين.
ودعا إلى تحرك قطري سوري تركي لطرح بدائل وأفكار تساهم في حل أزمة الحرب على غزة، لأنها تملك على حسب قوله هامش مناورة “لأنها تدير بلدانها بمفهوم الدولة وهذا ليس معرة أو عيبا”.
تحسين الصورة
وأشار إلى أن حديث الأنظمة العربية عن تحسين صورتها لدى الغرب حديث خاطئ فـ”لماذا أحسن صورتي أمام الغرب؟ ولماذا لا يحسن الغرب صورته عندي خاصة أنه بارع في صناعة الصور؟” مبينا أن “الإعلام الغربي يجعل هذا إرهابيا إذا أراد أو صانع سلام وقتما يريد” وأضاف “لماذا تعطي (النظام الحاكم) عدوك مهمة تحسين صورتك؟”.
وقال بشارة إن المقاومة في فلسطين “ليست جيشا حتى يقصف بالطائرات والبوارج البحرية والقذائف المدفعية بل هو شعب مقاوم، وطبيعي أنه مدني ويعيش بين أبناء شعبه” و”صواريخ المقاومة رسالة احتجاج على إسرائيل وليست سلاحا للمواجهة مع أكبر قوة في المنطقة” والتعلل بأنه لو ضربت تركيا أو قطر بالصواريخ ماذا سيكون ردّهما غير سليم، وأن إسرائيل نسيت أنها تحتل أرضا وتحاصر شعبا في معتقل تمنع فيه حتى الحركة.
وقال بشارة إن انتفاضة الشعوب العربية والإسلامية تثبت أن الفجوة بين الأنظمة والشعوب أكبر بكثير من مسألة الهوية العربية، خاصة أن الأنظمة لم تطرح بديلا وطنيا أو دينيا يمنحها الشرعية والاستقرار، وشدد على أنه “لا بديل عن الهوية العربية التي هي الهوية الإسلامية بالمفهوم الحضاري والثقافي وليس الديني”.
وبين أن “هناك شيئا مس وجدان الأمة لا تقبله سواء ما يقع في بلدنها أو في العالم أو في قضايا مثل فلسطين” وأن “هذا ليس في صالح الأنظمة بعد مرور أزمة قطاع غزة” موضحا أن قرار الحاكم العربي اليوم يكسبه الشارع العربي أو يخسره، وأن حماس ستقود الشارع الفلسطيني بعد هذه الحرب.
المصدر: الجزيرة