صعود التطرف يمثل تحديًا لنا جميعا
Warning: Undefined variable $post in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81
Warning: Attempt to read property "ID" on null in /customers/4/2/e/etccmena.com/httpd.www/wp-content/plugins/facebook-like/facebooklike.php on line 81
واجهنا طوال تاريخنا تهديدات من صنوف مختلفة من العدوان والإبادة الجماعية والفوضى والديكتاتورية. واليوم يتطلب منا الأمر خوض غمار حرب جديدة ضد عدو جديد. لكن ساحة المعركة مختلفة هذه المرة، وسلاح المعركة الذي نحتاج إليه للتغلب على هذا العدو وتحقيق الانتصار يجب أن يكون من نوع آخر كذلك.
يمثل صعود التطرف العنيف التحدي الأبرز لشباب القرن الحادي والعشرين. قد تكون القوة العسكرية ردا منطقيا وحتى ضروريا ضد هذه الأفعال الشنيعة الموغلة في ذبح الأطفال، والخطف الجماعي لطالبات المدارس، وجز رؤوس الأبرياء. لكن القوة العسكرية وحدها لن تحقق النصر المنشود على المدى الطويل. فهذه الحرب لن تحسم إلا بتوظيف ترسانة واسعة وخلاقة من الوسائل.
إن مستقبلا أكثر أمنا وازدهارا يتطلب منا أن ندرك أن التطرف العنيف لا يمكن تبريره باللجوء إلى النصوص الدينية. ليس هناك تفسير شرعي سوي يحتم على أتباع الديانات ارتكاب الفظائع التي يندى لها الجبين، مثل هدم القرى أو تحويل الأطفال إلى مفجرين انتحاريين. الأفراد الذين يقدمون على هذه الأفعال الشنيعة هم يحرفون الدين لخدمة أغراضهم الإجرامية والهمجية.
مستقبل أكثر أمنا وازدهارا يتطلب منا أيضا ألا ننشغل بالانقسامات المستندة إلى الكراهية أو التحيز. ليس هناك مجال في هذا المسعى للانقسام الطائفي. ليس هناك مجال للمشاعر المعادية للإسلام أو اليهودية. فالتطرف العنيف حصد الأرواح في كل ركن من أركان المعمورة، والمسلمون هم الأكثر تضررا منه بالدرجة الأولى.
التطرف العنيف يهددنا جميعا، وليس هناك استثناء لأي عرق أو دين أو بلد. لذا فعلينا أن نظهر للإرهابيين أن تكتيكاتهم توحدنا وتقوي من عزيمتنا بدلا من أن تفرقنا.
ومن أجل هدف الوحدة هذا في الموقف والعمل، فقد استضاف الرئيس أوباما، هذا الأسبوع، قمة في العاصمة واشنطن ضمت شخصيات قيادية من الحكومات المحلية والوطنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم. هذه القمة التي تعقد أعمالها في البيت الأبيض وفي مقر وزارة الخارجية ستتوسع لتؤسس لحوار عالمي، وبشكل أكثر أهمية ستتبنى أجندة تحدد وتتقاسم وتوظف أفضل الممارسات في مجال منع ومكافحة التطرف العنيف. وسيكون أحد مواضيع النقاش الرئيسية حين يلتئم قادة العالم في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الخريف المقبل، هو الخطوات التي اتبعناها جميعا لمحاربة التطرف بناء على هذه الأجندة والتي سنطرح خطوطها العريضة هذا الأسبوع.
ببساطة، نحن نبني شراكة عالمية ضد التطرف العنيف.
النجاح هنا يتطلب أن نظهر للعالم قوة السلم في المجتمعات، في مقابل التطرف العنيف والعداوة والعنف. النجاح يتطلب تقديم رؤية إيجابية وفاعلة من خلال طرح عالم زاخر بالبدائل الحقيقية، بدلا من الرؤية العدمية التي يروج لها من يتبنون التطرف العنيف. النجاح يتطلب تمكين القادة من لوس أنجليس إلى لاغوس، ومن باريس إلى بيشاور، ومن بوغوتا إلى بغداد، ليأخذوا زمام المبادرة. ذلك لأن الإرهابيين لا يعملون في فراغ، بل يتطلبون تقبلا من السكان المحليين إن لم يكن دعما مباشرا. والإرهابيون عادة ما ينجحون في تجنيد الأفراد الساخطين والمحرومين، وكذلك الأشخاص من الخلفيات المختلفة ممن يسعون ضلالا إلى تحقيق الذات والتمكين. الإرهابيون يستغلون الغضب والجهل والمظلومية.
إن القضاء على إرهابيي اليوم بالقوة لا يضمن الحماية من إرهابيي الغد. لذا يتوجب علينا تغيير المناخات التي تولد الحركات الإرهابية. علينا أن نكرس أنفسنا ليس لمكافحة التطرف العنيف وحسب، بل أيضا لمنع نشوئه. وهذا لا يتم إلا من خلال تقديم بدائل تتمتع بالمصداقية والوضوح لدى الشعوب التي يسعى الإرهابيون للوجود بين ظهرانيها.
أحد هذه البدائل الأساسية هو الحكم الرشيد. قد لا يبدو هذا الأمر مثيرا، لكنه مهم جدا. فالشعب حين يشعر بأن حكومته ستلبي احتياجاته وليس فقط احتياجات من في السلطة، وحين يشعر بأن حكومته ستوفر له فرصة لحياة أفضل، فسيكون أقل عرضة لحمل رشاشة كلاشنيكوف أو حزام ناسف أو يقدم البيئة الحاضنة لمن يفعلون ذلك.
ويتوجب علينا تحديد المناطق الأكثر عرضة للتطرف العنيف والأماكن التي يمكن أن تنحدر إلى الفوضى التي تولد الإرهاب – أو المناطق التي تتمكن من اجتياز تلك الظروف وأصبحت بيئة حاضنة للنمو والابتكار. وعلينا أن نصمم جهودنا ونوجه مصادرنا لتلبية احتياجات تلك المناطق. قد يتم ذلك عن طريق تدريب الشباب حتى يتمكنوا من الحصول على وظائف، ويتصوروا مستقبلا يوفر لهم الكرامة والاعتماد على الذات. أو قد يتم عن طريق العمل على القضاء على الفساد وتعزيز سيادة القانون، حتى تتمكن المجتمعات المهمشة من أن تتنعم بالأمن والعدالة. أو أن يتم تحقيق ذلك من خلال جمع هذين الشيئين معا، أو بالطبع اللجوء إلى وسائل عديدة أخرى.
هناك شواهد سابقة يمكن أن تقود جهدنا هذا. فقد حاربنا التطرف العنيف من قبل. ونعرف ما هي الأدوات المفيدة. ونعرف أيضا قوة المجتمع الدولي لتحقيق التقدم الإيجابي حين تمكنا معا من مجابهة التحديات الأخرى – مثال على ذلك جهودنا المشتركة في الآونة الأخيرة لمحاربة فيروس إيبولا. نحن بحاجة إلى توجيه المزيد من الموارد والأفكار الخلاقة والطاقات ضد التطرف، وكذلك العمل بشكل وثيق مع الحكومات والمنظمات المحلية الفعالة للتأكد من استخدام هذه الموارد بالشكل الصحيح.
قمة هذا الأسبوع لن تحل كل هذه المشاكل، لكنها ستحفز الجهود العالمية على المدى البعيد. نحن هنا نرسل رسالة إلى الجيل القادم بأن مستقبله لن تحدده أجندة الإرهابيين والآيديولوجية العنيفة وراء هذه الأجندة. إننا لن ننحني، بل سننتصر من خلال العمل معا. بالتأكيد، هناك أدوار للجميع، من رجال الدين ومسؤولي الحكومات والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. أمننا الجماعي يعتمد على استجابتنا الجماعية.
لقد رسم الكفاح ضد القهر والعبودية والفاشية والشمولية ملامح القرن العشرين. والآن حان دورنا في القرن الحادي والعشرين. فصعود التطرف العنيف يمثل تحديا لنا جميعا من مجتمعات ودول وسيادة عالمية لحكم القانون. إن قوى التطرف المجتمعة ضدنا تتطلب منا أن نصول صولة باسم الأخلاق والكياسة والعقل.
يمثل صعود التطرف العنيف التحدي الأبرز لشباب القرن الحادي والعشرين. قد تكون القوة العسكرية ردا منطقيا وحتى ضروريا ضد هذه الأفعال الشنيعة الموغلة في ذبح الأطفال، والخطف الجماعي لطالبات المدارس، وجز رؤوس الأبرياء. لكن القوة العسكرية وحدها لن تحقق النصر المنشود على المدى الطويل. فهذه الحرب لن تحسم إلا بتوظيف ترسانة واسعة وخلاقة من الوسائل.
إن مستقبلا أكثر أمنا وازدهارا يتطلب منا أن ندرك أن التطرف العنيف لا يمكن تبريره باللجوء إلى النصوص الدينية. ليس هناك تفسير شرعي سوي يحتم على أتباع الديانات ارتكاب الفظائع التي يندى لها الجبين، مثل هدم القرى أو تحويل الأطفال إلى مفجرين انتحاريين. الأفراد الذين يقدمون على هذه الأفعال الشنيعة هم يحرفون الدين لخدمة أغراضهم الإجرامية والهمجية.
مستقبل أكثر أمنا وازدهارا يتطلب منا أيضا ألا ننشغل بالانقسامات المستندة إلى الكراهية أو التحيز. ليس هناك مجال في هذا المسعى للانقسام الطائفي. ليس هناك مجال للمشاعر المعادية للإسلام أو اليهودية. فالتطرف العنيف حصد الأرواح في كل ركن من أركان المعمورة، والمسلمون هم الأكثر تضررا منه بالدرجة الأولى.
التطرف العنيف يهددنا جميعا، وليس هناك استثناء لأي عرق أو دين أو بلد. لذا فعلينا أن نظهر للإرهابيين أن تكتيكاتهم توحدنا وتقوي من عزيمتنا بدلا من أن تفرقنا.
ومن أجل هدف الوحدة هذا في الموقف والعمل، فقد استضاف الرئيس أوباما، هذا الأسبوع، قمة في العاصمة واشنطن ضمت شخصيات قيادية من الحكومات المحلية والوطنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص من جميع أنحاء العالم. هذه القمة التي تعقد أعمالها في البيت الأبيض وفي مقر وزارة الخارجية ستتوسع لتؤسس لحوار عالمي، وبشكل أكثر أهمية ستتبنى أجندة تحدد وتتقاسم وتوظف أفضل الممارسات في مجال منع ومكافحة التطرف العنيف. وسيكون أحد مواضيع النقاش الرئيسية حين يلتئم قادة العالم في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الخريف المقبل، هو الخطوات التي اتبعناها جميعا لمحاربة التطرف بناء على هذه الأجندة والتي سنطرح خطوطها العريضة هذا الأسبوع.
ببساطة، نحن نبني شراكة عالمية ضد التطرف العنيف.
النجاح هنا يتطلب أن نظهر للعالم قوة السلم في المجتمعات، في مقابل التطرف العنيف والعداوة والعنف. النجاح يتطلب تقديم رؤية إيجابية وفاعلة من خلال طرح عالم زاخر بالبدائل الحقيقية، بدلا من الرؤية العدمية التي يروج لها من يتبنون التطرف العنيف. النجاح يتطلب تمكين القادة من لوس أنجليس إلى لاغوس، ومن باريس إلى بيشاور، ومن بوغوتا إلى بغداد، ليأخذوا زمام المبادرة. ذلك لأن الإرهابيين لا يعملون في فراغ، بل يتطلبون تقبلا من السكان المحليين إن لم يكن دعما مباشرا. والإرهابيون عادة ما ينجحون في تجنيد الأفراد الساخطين والمحرومين، وكذلك الأشخاص من الخلفيات المختلفة ممن يسعون ضلالا إلى تحقيق الذات والتمكين. الإرهابيون يستغلون الغضب والجهل والمظلومية.
إن القضاء على إرهابيي اليوم بالقوة لا يضمن الحماية من إرهابيي الغد. لذا يتوجب علينا تغيير المناخات التي تولد الحركات الإرهابية. علينا أن نكرس أنفسنا ليس لمكافحة التطرف العنيف وحسب، بل أيضا لمنع نشوئه. وهذا لا يتم إلا من خلال تقديم بدائل تتمتع بالمصداقية والوضوح لدى الشعوب التي يسعى الإرهابيون للوجود بين ظهرانيها.
أحد هذه البدائل الأساسية هو الحكم الرشيد. قد لا يبدو هذا الأمر مثيرا، لكنه مهم جدا. فالشعب حين يشعر بأن حكومته ستلبي احتياجاته وليس فقط احتياجات من في السلطة، وحين يشعر بأن حكومته ستوفر له فرصة لحياة أفضل، فسيكون أقل عرضة لحمل رشاشة كلاشنيكوف أو حزام ناسف أو يقدم البيئة الحاضنة لمن يفعلون ذلك.
ويتوجب علينا تحديد المناطق الأكثر عرضة للتطرف العنيف والأماكن التي يمكن أن تنحدر إلى الفوضى التي تولد الإرهاب – أو المناطق التي تتمكن من اجتياز تلك الظروف وأصبحت بيئة حاضنة للنمو والابتكار. وعلينا أن نصمم جهودنا ونوجه مصادرنا لتلبية احتياجات تلك المناطق. قد يتم ذلك عن طريق تدريب الشباب حتى يتمكنوا من الحصول على وظائف، ويتصوروا مستقبلا يوفر لهم الكرامة والاعتماد على الذات. أو قد يتم عن طريق العمل على القضاء على الفساد وتعزيز سيادة القانون، حتى تتمكن المجتمعات المهمشة من أن تتنعم بالأمن والعدالة. أو أن يتم تحقيق ذلك من خلال جمع هذين الشيئين معا، أو بالطبع اللجوء إلى وسائل عديدة أخرى.
هناك شواهد سابقة يمكن أن تقود جهدنا هذا. فقد حاربنا التطرف العنيف من قبل. ونعرف ما هي الأدوات المفيدة. ونعرف أيضا قوة المجتمع الدولي لتحقيق التقدم الإيجابي حين تمكنا معا من مجابهة التحديات الأخرى – مثال على ذلك جهودنا المشتركة في الآونة الأخيرة لمحاربة فيروس إيبولا. نحن بحاجة إلى توجيه المزيد من الموارد والأفكار الخلاقة والطاقات ضد التطرف، وكذلك العمل بشكل وثيق مع الحكومات والمنظمات المحلية الفعالة للتأكد من استخدام هذه الموارد بالشكل الصحيح.
قمة هذا الأسبوع لن تحل كل هذه المشاكل، لكنها ستحفز الجهود العالمية على المدى البعيد. نحن هنا نرسل رسالة إلى الجيل القادم بأن مستقبله لن تحدده أجندة الإرهابيين والآيديولوجية العنيفة وراء هذه الأجندة. إننا لن ننحني، بل سننتصر من خلال العمل معا. بالتأكيد، هناك أدوار للجميع، من رجال الدين ومسؤولي الحكومات والأكاديميين والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. أمننا الجماعي يعتمد على استجابتنا الجماعية.
لقد رسم الكفاح ضد القهر والعبودية والفاشية والشمولية ملامح القرن العشرين. والآن حان دورنا في القرن الحادي والعشرين. فصعود التطرف العنيف يمثل تحديا لنا جميعا من مجتمعات ودول وسيادة عالمية لحكم القانون. إن قوى التطرف المجتمعة ضدنا تتطلب منا أن نصول صولة باسم الأخلاق والكياسة والعقل.
* وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية
(المصدر: الشرق الأوسط)