زلزال المغرب وضعف البنية التحتية
“دعونا نحث المواطنين على عدم الاقتراب من المباني القديمة في جنوب البلاد”. هذا ما أعلنه الناطق باسم الحكومة المغربية في 11 سبتمبر/أيلول 2023.
ضرب زلزال المغرب مساء يوم الجمعة 9 سبتمبر 2023 وشعر به سكان المغرب، وتأثرت مناطق في الجزائر وإسبانيا والبرتغال أيضًا. تسبب الزلزال في أضرار واسعة النطاق، حيث دمر أو تضرر آلاف المباني وحدثت انهيارات أرضية في مناطق متعددة.
تجاوز زلزال المغرب قوته 7 درجات على مقياس ريختر وأسفر عن سقوط أكثر من 2497 ضحية، بما في ذلك 1452 في إقليم الحوز فقط. كما تم تسجيل أكثر من 2476 إصابة وربما يزيد هذا العدد.
يعزى زلزال المغرب بشكل رئيسي إلى انزلاق على طول صدع نشط في القشرة الأرضية. ويُعتقد أن هذا الصدع هو امتداد لصدع جبال الأطلس، وهو صدع نشط يمتد على طول الساحل الأطلسي للمغرب العربي.
المغرب يعاني من ضعف في بنيته التحتية، مما يجعل المباني أكثر عرضة للضرر في حالة وقوع زلزال. يعود ذلك إلى استخدام مواد بناء رديئة الجودة، وعدم الالتزام بمعايير البناء المعتمدة، ونقص الصيانة الدورية للمباني. ووفقًا لدراسة أجرتها وزارة التجهيز والنقل واللوجيستيك والماء في المغرب، فإن 70% من المباني في المغرب معرضة للخطر في حالة وقوع زلزال. ومع ذلك، لم تقم الحكومة المغربية بتحسين هذه المباني، وهذا ما تسبب في كارثة مشابهة للزلزال السوري-التركي الذي وقع في 6 فبراير 2023، وبلغت قوته آنذاك 7.8 درجة على مقياس ريختر.
هناك بعض الدلائل التي تشير إلى أن الكواكب يمكن أن تؤثر على حدوث الزلازل.
في دراسة أجريت عام 2022، وجد الباحثون أن هناك علاقة بين موقع القمر والشمس والكواكب الأخرى ونشاط الزلازل على الأرض. وفقًا للدراسة، يمكن أن يؤدي الاقتراب النسبي للكواكب من الأرض إلى زيادة نشاط الزلازل. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول هذا الموضوع، ولا يوجد إجماع علمي حوله. وتوقع العالم الهولندي فرانك هوغربيتس حدوث زلزال قوته 8 درجات على مقياس رختر قبل فترة من حدوث زلزال المغرب بسبب اصطفاف كواكب المريخ ونبتون والقمر على محور واحد، ويعتقد الجغرافيون المؤمنون بنظرية الكواكب أن هذا الاصطفاف يتسبب في جاذبية أعلى تؤثر على الأرض، مما يؤدي إلى ارتفاع المد والجزر وزيادة الضغط على القشرة الأرضية، وهذا يزيد من فرص حدوث الزلازل في الفوالق الصدغية. ومع ذلك، لا يستطيع العلماء تحديد موقع الزلزال في الوقت الحالي.
من هنا، يتعين على الحكومات فرض إجراءات صارمة على الأبنية وعدم منح أي شخص أو مقاول ترخيص بناء إلا إذا كان لديه تصميم واضح لمبانٍ مقاومة للزلازل، خاصة في المناطق المجاورة للفوالق الصدغية.
