من أين جاءت أهمية مضيق هرمز..؟
مرة أخرى تعود منطقة الخليج وبخاصة مضيق هرمز الممر العالمي لصادرات النفط للواجهة الصدامية بين إيران وأميركيا وبقية الدول الغربية إيران التي يبدو أنها تحرق سياستها وجيوشها في حالة غامرت بإغلاق الممر الدولي ويدرك العالم انها لن تستطيع وهي تدرك أن الولايات المتحدة لوحدها تتفوق عليها في نيران القوة فكيف لو اضيفت القدرات الإسرائيلية وقدرات الدول الغربية ولكن إيران تحاول تأجيل العقوبات التي ستفرض عليها من خلال خلط الاوراق ليصبح النفط وإيران محورين هامين في أمن واستقرار منطقة الخليج وأن وجودهما لن يعطي المنطقة حالة استقرار دائم بل سيجعلها تعيش فوق بركان قد يثور مع أي حراك استفزازي سواء من الغرب الذي يؤمـن مصالحه وتأمين مستقبلـه من النفط، أو إيران التي تبحـث عن موطئ قدم في اللعبة الدوليـة.
مضيق هرمز كونه ممراً دولياً فليس لإيران الحق في اتخاذ قرار بإغلاقه منفردة بل هناك دول جوار ودول إقليم في الفضاء الجيو سياسي والجيوغرافي في المحيط بإيران والمنطقة ككل. وتأتي أهمية المضيق من خلال الحقائق والمعطيات التالية:
يبلغ عرض المضيق 45 كيلو مترا ويمر منه أكثر من 35 ناقلة نفط عملاقة يومياً أي أنه أشبه ما يكون بالقصبة الهوائية للرئه لبعض الدول وكما نعلم أن دولاً مثل العراق والكويت والبحرين وقطر والساحل الشرقي من السعودية ليس لها منفذ بحري إلى خارج الخليج العربي، سوى من هذا المضيق.
يمرمن خلال المضيق ما يقارب 18 مليون برميل نفط يومياً فالمضيق من دون شك هو ممر حيوي ومهم للنفط المصدر من قبل جميع الدول المنتجة له والمطلة على الخليج العربي حيث يمر من المضيق 90 % من النفط السعودي و98 % من النفط العراقي و99 % من النفط الإماراتي و100% من النفط الكويتي والقطري فهذه الأهمية الإستراتيجية للمضيق بالنسبة للدول الخليجية يتحتم عليها أن توحد مواقفها وسياساتها.
الدول المستوردة للنفط الخليجي أيضاّ وخاصة تلك التي تعتمد اعتماداً كبيراً على نفط الخليج في دعم اقتصادها هي ايضاً لها مسؤولية دولية في إبقاء هذا المضيق مفتوحاً فاليابان تعتمد على المضيق في وصول 85 % من حاجتها من النفط وكذلك كوريا الجنوبية والهند والصين تعتمد على هذا المضيق في وصول أكثر من 70 % من حاجتها من النفط وحتى الولايات المتحدة تعتمد على المضيق لضمان وصول 18 % من حاجتها من النفط.
إن إغلاق مضيق هرمز أو التهديد به هي مسؤولية من المفترض أن يتحملها العالم وأن يضطلع بمواجهتها عدة أطراف دولية باعتبار أن تداعياتها كبيرة ومؤثرة على المستوى الإقليمي والعالمي والمحلي لذا يجب أن يتحرك الجميع بمسوؤلية دولية جماعية فأي خطأ بسيط قد يؤدي إلى كارثة من الوزن الثقيل على العالم فبدون النفط تتوقف المصانع وأن توقفت المصانع مات الناس جوعاً وبرداً وتلوثت المياه والأجواء، ولا يوجد بديل عن النفط إلآ الطاقة الشمسية المحرومة منها دول أوروبا أساساً أو بالتالي العودة إلى زمن الفحم الأسود ونتمنى أن يجتمع العقلاء لنتجنب حرباً هرمزية جديدة لإن الحروب تستهلك الحاضر وتستدين من المستقبل وتدمر إنجازات الدول والشعوب وتحل العدوانية محل الانسانية لا سمح الله.
doctor.saleh1@hotmail.com