الروسيات في دمشق.. "إذا كنت تبحث عن اللذة؟"
عندما تغيب الشمس فوق سماء دمشق-المدينة الأقدم المأهولة في العالم- فإن الأوصياء على الاشتراكية العربية من رجال الشرطة والأمن، يختفون خلف هذه المشاهد.
في الليل، بمقدور أي رجل أجنبي السير حول “ساحة المرجة” في دمشق, أو كما يسمونها “ساحة الشهداء”، وهناك سوف يصادف قواداً يعرض عليه بعض ‘التسلية‘. يقول له القواد “لدينا كل شيء عند الطلب، لكن الأمر يتوقف على كم تريد أن تدفع”. ويدخل في عملية المساومة مباشرة.
كانت الدعارة في سورية ظاهرة شائعة في العقود السابقة. على أية حال، كانت فقط النساء الصوماليات، والمغربيات، والفلسطينيات القادمات من المخيمات الرسمية أو غير الرسمية في سورية، هن من يبعن أجسادهن.
فمن أجل لقاء واحدة من تلك النسوة، يجب عليك أن تتبع القواد كزبون لتدخل إحدى تلك الشقق في ضواحي المدينة، بعد ذلك يجب عليك أن تجلس في غرفة الانتظار الذي قد يطول قليلاً، خاصة أثناء عطلات الأسبوع النشيطة. وحتى اليوم لا يزال هذا النوع من “التجارة” موجوداً، فالمدير هو المسؤول عن دوام النساء اللاتي يعملن على الأسرّة القذرة في الغرف الجانبيةن حيث تبدأ أجرة هذه الخدمة لمدة عشرون دقيقة من عشرة دولارات في مثل هذا النوع من المؤسسات. وعند الطلب، تستطيع النساء في بعض الأحيان أن يحصلن على واق ذكري بحوالي دولارين.
ينفين من قبل عائلاتهن
معلمة اللغة الإنكليزية “رولا. ن”25عاماً، التي تهتم بالفتيات الفلسطينيات المراهقات اللواتي يعملن في الدعارة، واللواتي توجد لديهن رغبة لترك مهنتهن. في دير راهبات الراعي الصالح في دمشق القديمة، علمت رولا من خلال العديد من الأحاديث بأن أكثر من نصف الفتيات تعرضن لتحرش جنسي من قبل أقاربهن أثناء طفولتهن. وهناك في الدير الصغير يقدم الدير الكاثوليكي تعليماً مجانياً، ويوفر لهن عملاً في ورشات تصنيع الذهب و خياطة الحرير، في وقت يتوقع لهؤلاء الفتيات أن يكن ضحايا جرائم الشرف بدلا من دعم أهاليهن لهن، بسبب العار الذي ألحقنه بالعائلة.
منذ انهيار الإتحاد السوفيتي، أصبح هناك بعداً جديداً للمهنة الأقدم في العالم في سورية أيضاً. فقط البالغات منهن، يأتين من روسيا، وبيلاروسيا، أو من أوكرانيا، عبر منظمات التهريب، أو بأنفسهن بواسطة السفن من مدينة أوديسا عبر تركيا إلى العاصمة اسورية أو إلى حلب. وبما أن الدعارة ليست موجودة بشكل رسمي في سورية، فليس هناك إحصاءات رسمية. لكن من الجيد أن نقول أن هناك آلاف الفتيات من الاتحاد السوفيتي سابقا يعملن ليلة بعد ليلة في حوالي 120 “نادي ليلي” دمشقي “كراقصات ملاهي”.
بعشرة دولارات فقط يستطيع المرء أن يلقي نظرة على عالم الليالي الحمراء للاشتراكية العربية. نساء يجلسن إلى بارات النوادي الليلية، ينظرن بضجر بينما يشربن الويسكي الخاص بهن، و ينتظرن المدير ليصفق لهن بيديه كل نصف ساعة كي يعرضن أنفسهن. وبعد أن يعرضن أجسادهن المشدودة اللباس، يقوم الزبائن المهتمين بدعوة الفتيات المتبرجات ليجلسن على طاولاتهم.
العمل في “الملاهي الليلية”
“آنا” فتاة في الثانية والعشرين من أوكرانيا تؤكد وبفخر أن دخلها كله يعود لها وحدها. ثم تبدأ بشرح كيف أنها وابنة عمها، وبعض صديقاتها بدأن العمل في تركيا لمدة ثلاث شهور بفيزا زيارة. وعندما انتهت مدة الفيزا، حاولت الفتيات الحصول على “فيزا عمل” ليعملن في الفرع المدرج تحت اسم “راقصات الملاهي”. وعندما طردتهن الشرطة التركية المجموعة، اخترن إلى سورية كمكان جديد لعملهن.
وبنظرة حزن على وجهها، تقول “آنا” لسوء الحظ الأسعار ليست جيدة في سورية كما كانت في تركيا. ففي حين أنه بإمكانها أن تطلب وبكل سهولة مبلغا بحوالي 100 دولار للزبون الواحد في تركيا، وفي بعض الأحيان يدفع لها باليورو، العملة الثانية المتداولة في البلاد، فهي الآن لا تستطيع أن تساوم إلا على 20 دولارا فقط للممارسة الجنسية. وفوق كل ذلك، تقول أن هناك منافسة كبيرة من قبل النساء العراقيات اللواتي هربن بالآلاف منذ بداية الحرب، واللائي يقمن بحرق الأسعار الآن.
وفيما يتعلق بمعرفتهن بمرض الإيدز، تعتقد هي وزميلاتها أنه مرض خطير يصيب متعاطي المخدرات. هي لا ترغب أبدا باستخدام الواقي الذكري أثناء الجنس، كما أن الزبائن يرفضونه ذلك بأية حال، ولأن حبوب منع الحمل متاحة في سورية بدون وصفة طبية.
وتؤكد أن عدم قدرتها على مغادرة الفندق الرخيص الذي تقطنه في مركز المدينة بالقرب من ساحة المرجة إلا لمدة ثلاث ساعات في اليوم الواحد أمر لا يفاجئها أبداً، تقول: “كما يوجد قوانين في ألمانيا، يوجد قوانين هنا. والقوانين التي تتعلق بنا تعني فقط أننا لا نستطيع أن نغادر الفندق لأسباب خاصة أثناء النهار”…. أياً كان!!.. تعلم أمها هناك في إحدى قرى أوكرانية بكل شيء وتتطلع بشوق إلى الحوالات الشهرية التي تحتاجها بشدة.
“العراقيات يحرقن الأسعار”
منذ بداية الحرب على العراق، هربت آلاف النساء اللواتي يعملن في الدعارة من العراق المجاور. العديد منهن احتللن الحانات الليلية في فندق “الميرديان” كمكان لعملهن وطردن الروسيات منه. بالرغم من أن الدعارة ليست موجودة رسميا في سورية وحتى أنها تخضع لعقوبات عالية، لكن رجال الأمن في الفندق يغضون النظر عندما يقوم ضيوف الفندق بدعوة بعض من هؤلاء النسوة إلى غرفهم. “هذا لأن رجال الأمن يستفيدون بدورهم، كما أخبرنا مصدر من الأمن، يريد أن يبقى مجهول الهوية.
فندق الخمس نجوم الوحيد في سورية الفورسيزونز الذي افتتح مؤخراً، يقف وحيدا عندما يصل الأمر لاحترام ا
لمقاييس الأمنية الموضوعة من قبل المعايير الدولية، وفقا لمديره العام ماركوس أيسلي، البالغ من العمر 44 عاما. النساء اللاتي يبحثن عن زبائن غير موجودات في بارات ومطاعم فندقه. “يجب أن تصبح هناك معرفة عامة بين هؤلاء السيدات بأنه يجب عليهن حتى عدم المحاولة في فندقنا”. قال ذلك مع ابتسامة.
ومع ذلك، فإن السياح الذين يبحثون عن الجنس لا يجب أن يموتوا من الحرمان في دمشق. لعقود عديدة بقي الأغنياء السعوديون يستأجرون شققا مترفة في دمشق وبيروت كي يهربوا من حرارة الصحراء والقوانين المتشددة في بلادهم.
كل الأمنيات يمكن تصبح حقيقة
إحدى مكاتب تأجير الشقق والخدمات في دمشق، تؤجر بشكل رئيسي للسعوديين وتقدم الشقق مع خادمات “حيث تقوم الأخيرات بالاعتناء بهم وتلبية كل رغباتهم ويمكن تغييرهن بسهولة من قبل الوكالة إذا لم يلبين رغباتهم. ومن بين واجبات خادمات المنازل أيضا، أن يؤمن عملاً لزميلاتهن “الخادمات” على مدار الأربعة وعشرين ساعة.
تحتاج هذه العملية عادة إلى 20 دولاراً بينما تقدر تكلفة ليلة كاملة بـ100دولار” هكذا يشرح أحد الموظفين في المكتب آلية العمل والإجراءات بالقول: باختصار بعد أن يتم تبليغ النساء عن طريق الاتصال بهن بالمهمة، يأتون إلى الشقة بواسطة سيارة الأجرة. وبما أن خدمة الأمن تبقى يقظى أثناء النهار، ما دام سياح الحضارة الأوربية يستمتعون بسحر المدينة القديمة، فإن النساء ذوات المهنة الأقدم في العالم يتخفين لأجل “خدمة الغرف الخاصة” فيرتدين ثياباً تبعد عنهن الشبهة كي يتمكن من ممارسة أعمالهن بحرية أكبر.
جازنا زاجيك //موقع ثرى//